قال المستشار مكي، وزير العدل خلال فترة حكم الاخوان المسلمين في مصر، إنه كان يحرس أن شيئا يحاك ضد محمد مرسي من طرف بعض أجهزة الدولة، لكنه لم يكن يملك أدلة ملموسة تجعله يحذر الرئيس المصري المختطف قصريا في الوقت الحالي.
وتحدث مكي في لقاء له مع أحد المواقع العربية عن الطريقة التي كانت تدار بها مصر قبل ثورة يناير وبعدها، إذ أفاد :” كانت القرارات تصدر والدولة العميقة تعطّل القرارات، وعدم جاهزية الإخوان للحكم كانت سببا كذلك. وهناك أسباب لعدم الجاهزية، كاضطهادها. فهم كانوا جماعة مغلقة، وهذا الانغلاق ضد الانفتاح السياسي، وأيضا عند الحكم ينبغي أن تكون عينك على احتياجات الناس وليس فرض الشريعة، فالشريعة يُدعى إليها، فليست مهمتها إقامة الشرع بل تيسير أمور الناس. وعندما كنت أسمع بعض قادتها أرى خلطا بين ما هو سياسي وما هو دعوي”، مضيفا :” وفي تقديري أن الجيش هو الحاكم منذ 1952 حتى أيام مبارك، لكنه كان يترك مساحة للحاكم. ولمست ذلك في 1986، عندما تناقش المستشار يحيى الرفاعي مع الرئيس مبارك حول قانون القضاء العسكري ومحاكمة المدنيين في خلافات مع أفراد الجيش، فقال مبارك: “لن تقدروا على الجيش”؟ فنحن ذهبنا إليه لكنه حدّثنا عن مواجهتنا مع الجيش، فالجيش هو الحاكم لمصر، وهناك دولة خفية والكثير من البيانات غير معلومة، مما جعل تحليلاتنا لا يمكن وصفها بالصحة في غياب المعلومات، وما نقوله أقرب للتخمين”.
وحول سؤال عدم قدرة مرسي على التدخل، أفاد مكي :”لا أستطيع إجابتك، لأن الجواب يحتاج لمن هو داخل دهاليز الجماعة، لكن ساورتني الشكوك منذ فرض الطوارئ في منطقة القناة؛ لأن من خرق الحظر وكان أفراده يلعبون الكرة بالشوارع كان الجيش الذي طالب مرسي بفرضها، وقيل حينها: “ساعة الحظر ما تتعوضش”. لكن في الأغلب أن كان مخدوعا، وأنه ظن أن السيسي على وجه التحديد معه؛ لأنه كان يتصور أن الجيش ضد 30 يونيو، بدليل أن أنصاره لم يذهبوا لحماية الاتحادية كما جرى من قبل. ولماذا ترك مرسي الاتحادية إلا إذا كان مطمئنا أن الجيش معه؟ لكن ذلك استنتاج وليس بناء على معلومات”.
وتطرق المتحدث لموضوع الانتخابات الرئاسية المبكرة إذ قال :” هذه الفكرة طرحها د. عبد المنعم أبو الفتوح واستحسنتُها، وطُرحت في أحد اجتماعات مجلس الوزراء باعتبارها اقتراحا جيدا، ولم يكن الرئيس حاضرا، وكان السيسي موجودا ولم يعلّق هو أو غيره، ولم أتكلم عنها مرة أخرى”.
وقال مكي أن الجيش المصري سيخرب الوطن وسيتخرب هو الآخر في حالة حكم مصر بشكل مباشر، متابعا :” وأسوأ عمل يقوم به الجيش أن يحكم أو يحارب الإرهاب من الداخل، فهذه مهمة شُرَطية، حتى في إسرائيل رفض الجيش قمع مظاهرات الفلسطينيين، وهم أعداء، مما أجبر رابين على الذهاب لأوسلو. فمن واجبات الجيش الأصلية ألا يحكم حتى لا يفقد شعبيته”.