استفاق المجتمع السعودي، ووسائل الاعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي على خبر سجن الداعيتين السعوديتين سلمان العودة وعوض القرني، في خطوة تصعيدية ضد رجال الدين المعارضين للسلطة.
ونشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريرا حول هذا الاعتقال قالت فيه :” اعتقال كل من الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني هو محاولة لتكميم أفواه الشيوخ المؤثرين الذين يمكنهم انتقاد سياسات الحكومة وأجندة الإصلاح، مشيرا إلى أنه إشارة إلى توسع دائرة القمع ضد المعارضين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان”، مشيرة :” تم اعتقال العودة والقرني هذا الأسبوع بعدما انتقدهما الموالون للحكومة؛ لأنهما لم يدعما قرار الرياض محاصرة دولة قطر، لافتة إلى أن السعودية تقود حلفا تشترك فيه مصر والبحرين والإمارات العربية ضد الجارة الصغيرة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية على خلفية دعم الإرهاب والإسلام السياسي”.
وتابع التقرير :” اعتقال شيخين معروفين هو محاولة لإسكات النقاد ضد أجندة الإصلاح، فيما تم اعتقال إسلاميين آخرين في الأيام الماضية، مشيرا إلى قول ناشط سعودي: “هناك عدم تسامح اليوم مع أي شكل من أشكال الإسلام السياسي في المملكة”، مفيدا :” الحكومة لم تعلق على اعتقال العودة والقرني، إلا أن وكالة الأنباء السعودية الرسمية قالت يوم الثلاثاء إن القوات الأمنية اعتقلت مجموعة من السعوديين والأجانب المتورطين في “نشاطات تجسسية، ويعملون لصالح أطراف أجنبية ضد آمن المملكة”.
وأفادت الجريدة أن منظمة “القسط” لحقوق الإنسان تأكدت من اعتقال العودة، مضيفة:” الشيخ اعتقل نظرا لتعبيره عن سروره من التقدم في العلاقات بين السعودية وقطر لحل الخلاف الذي تبعه اتصال بين ابن سلمان وأمير قطر، الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واتهمت الرياض لاحقا الدوحة بتشويه الحقائق حول من بدأ المكالمة”.
وعلق التقرير على هذه الاعتقالات بالقول :” عائلة آل سعود اعتبرت دائما الإسلاميين تهديدا كبيرا على سلطتها، لكنها كانت حذرة في موازنة علاقاتها مع شيوخ المؤسسة والإسلاميين المتشددين، الذين يتمتعون بدعم قوي داخل المملكة المحافظة”، موردة :” الأمير ابن سلمان يستخدم الأساليب ذاتها التي يستخدمها حليفه القوي ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، الذي تبنى أسلوبا قمعيا ضد الإسلاميين، خاصة الإخوان المسلمين”.
ولفتت “فايننشال تايمز” :”العودة كان زعيما من زعماء الصحوة التي طالبت بالإصلاحات السياسية في المملكة في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وأحيا الدعوة من جديد عندما تحدث دعما للربيع العربي في الشرق الأوسط عام 2011، مشيرة إلى أن القرني يعد من المتعاطفين مع حركة الصحوة، وداعما للإخوان المسلمين”، منوهة :” الأمير محمد، الذي رفع لمنصب ولي العهد، يشرف على خطة إصلاح، تهدف لإعادة تشكيل اقتصاد البلاد المعتمد على النفط، وتحديث المملكة المحافظة، و في الوقت الذي تواجه فيه المملكة آثار تراجع أسعار النفط، فإن الحكومة قامت بفرض سياسة تقشف أدت إلى حالة من التذمر لدى السعوديين، مشيرة إلى أن خطط منح السعوديين حرية اجتماعية أوسع، وفتح مجالات الترفيه، بما فيها دور السينما، أدت إلى ردة فعل عكسية بين المحافظين”.