طرحت الأزمة السورية العديد من المشاكل الفرعية، والتي كان الشعب السوري بطلا لها دون شك ولا منافس، إحدى هذه المشاكل الكبيرة، مسألة شراء الرجال الأتراك للفتيات السوريات لاتخاذهن كزوجات ثانيات.
ونشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية تقريرا حول هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير بتركيا، أكثر دولة تستضيف اللاجئين السوريين، إذ أفادت الجريدة :” بعض الرجال الأتراك “يشترون” القاصرات ليكن زوجات ثانيات، وعادة ما يهجرونهن بعد شهور قليلة، خاصة أن تعدد الزوجات في تركيا غير قانوني. ويقول الخاطب أو الوسيط محمد أبو جعفر: “الرجل يريد المتعة، أما عائلة الفتاة فتريد المال، هكذا تجري الأمور”.
وتابع التقرير :” الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات في سوريا شردت قرابة ثلاثة ملايين لاجئ إلى تركيا، ومعظمهم لا يملكون الحق في العمل، ويعانون الصعاب في الحصول على مأوى، مشيرة إلى أن هذه الأوضاع الصعبة تدفع بالكثير من العائلات إلى اللجوء إلى وسطاء، مثل أبي جعفر، لتزويج بناتهن مقابل مهور قليلة لا تتجاوز قيمتها الـ1200 جنيه إسترليني”، مفيدة :” سبب عدم قانونية تعدد الزوجات في تركيا، فإن الحال ينتهي بمعظم هؤلاء الفتيات إما بهجران أزواجهن لهن، أو بهروب الفتاة بسبب سوء معاملة الزوج، لافتة إلى أن بعضهن يعدن بعد ذلك للعيش مع أسرهن، لكن البعض الآخر ينبذن من عائلاتهن، ولا يجدن أمامهن من خيار سوى العمل في الملاهي الليلية”.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن فتاة سورية تدعى نور شهادتها ، إذ أفادت :” تعرضت لعملية خداع مع رجل تركي فشل في النهاية في توفير العلاج لها لمنع إصابتها بالعمى، وقد روت الفتاة التي كانت تعمل ممرضة في عيادة طبيب أسنان في حلب، كيف التقت قبل عامين مع تركي “أعجبني وأعجبته”، وكانت عائلتها راغبة بشدة بتزويجها؛ لحمايتها ولكونها وحيدة، وقال والدها: “رأينا أن الرجال كانوا ينظرون إليها في الشارع، وقررنا تزويجها”، وأضاف: “كان من الأفضل أنها تزوجت رجلا تركيا”، لتستدرك بالقول :” رغم وصول الأنباء بحصول نور على وضعية اللجوء في كندا، إلا أن العائلة رفضته بسبب زواج البنت، إلا أن زوج نور أصر على عقد زواج شرعي لا يقيده قانونيا، ووعد بتسجيل الزواج في المحكمة المدنية عندما يعد بيت الزوجية في العاصمة التركية أنقرة، وعندما وجدت نور نفسها في البيت الجديد اكتشفت أنها سجينة وممنوعة من الحمام ومن التحدث مع عائلتها، وتحت رحمة حماتها التي قامت بضربها”.
وذكرت الصحيفة :” زوج نور التركي وعدها بتوفير العلاج لمرض أصابها في العين اليمنى، ولم يأت العلاج وقد خرجت عينها الزرقاء من محجرها، وانتهى الحلم بالسفر إلى كندا، حيث تقول: “حتى الآن لا أعرف إن كان يريد زواجي للأبد أم إنه كان ينوي زواجي لفترة قصيرة”، وتضيف: “أظل أفكر في هذا الأمر، وكل ما أعرفه أنني لن أتزوج مرة أخرى”، لافتة :” مع أن الزوجة الثانية تعرف منذ البداية أن حياتها مع زوجها قصيرة، فهي تتزوج مرة ثانية وثالثة لتوفير المال لعائلتها، إلا أن نور وغيرها يعتقدن أن الزواج للأبد”.