أكدت تقارير صحفية اسرائيلية إن دولة الاحتلال أصبحت فاعلا حقيقيا في الصراع السوري، مؤكدة أن هذا التدخل في سوريا، هو سلاح ذو حدين
وأفادت صحيفة “هارتس” الاسرائيلية أن الهجوم الأخير الذي استهدف مصنعا عسكريا سوريا، معلقة :” توجد مصانع إنتاج السلاح الكيميائي في ثلاثة مواقع، موقعان قرب دمشق وموقع قرب مدينة مصياف في محافظة حماة على بعد 70 كيلومترا فقط من قاعدة حميميم الروسية، والمصنع الأخير هو الذي تمت مهاجمته صباح أمس من قبل سلاح الجو الإسرائيلي من السماء اللبنانية”
وتابعت الصحيفة في التقرير الذي كتبه تسفي برئيل :” إذا كانت إسرائيل تعرف عن إنتاج كيميائي في الموقع، فليس من المشكوك فيه أن أمريكا وروسيا تعرفان عن ذلك أيضا، ويمكن التقدير أن إسرائيل قد أبلغت واشنطن قبل الهجوم وتلقت منها الضوء الأخضر”، مشيرة :” الهجوم ليس الأول، في سوريا، لكن توقيته هام، فقد جاء بعد تهديد روسيا بفرض الفيتو على كل مشروع قرار في مجلس الأمن يصف حزب الله كمنظمة إرهابية، وبعد لقاء بنيامين نتنياهو مع بوتين في روسيا، والذي عاد منه نتنياهو بدون تعهد روسي بالعمل على سحب القوات الإيرانية من سوريا”.
وأكدت “هارتس” :’تعهدت روسيا بعدم الإضرار بالمصالح الأمنية الإسرائيلية نتيجة إنشاء المناطق الأمنية في سوريا، ولكن تفسير روسيا لضرر كهذا ليس بالضرورة مشابه لتفسير إسرائيل، فإن مجرد وجود حزب الله في سوريا ينظر إليه كتهديد لإسرائيل”، لافتة :” الأمر الجديد في هذا الهجوم، إذا كانت إسرائيل قد نفذته بالفعل، هو التعريف الأوسع لما يعتبر تهديدا لها، وتساءل: “هل روسيا ستوافق على هذا التعريف؟”.
وشددت المصادر ذاتها :”إن موافقة موسكو على توسيع هذا التعريف من شأنه حسب وجهة نظرها أن يمنح إسرائيل الفرصة لمهاجمة أهداف أخرى مثل قواعد سلاح الجو أو حتى القوات البرية السورية بذريعة أنها تشكل تهديدا، وإذا كان ثمة خطا أحمر بين روسيا وإسرائيل، فإن الهجوم في هذه المرة يمكنه أن يجري انضباطا جويا شديدا تفرضه موسكو، وفي أسوأ الحالات يمكنها الإعلان أن كل طائرة غريبة ستدخل إلى المناطق السورية؛ ستعتبر هدفا مشروعا لسلاح الجو الروسي، باستثناء طائرات التحالف التي تقوم بمحاربة تنظيم الدولة”.
وتطرق التقرير لمسألة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، إذ علقت :” السيطرة السورية الروسية على إدلب ودير الزور تعزز الافتراض السياسي بأن الأسد سيستمر في كونه رئيسا لسوريا بعد أن رفع معارضو النظام طلب عزله كشرط لكل مفاوضات”، مؤكدة :” نتيجة كهذه تقتضي من إسرائيل أن تكون شريكة، ولو بصورة غير مباشرة، في عملية إنشاء النظام السوري الجديد، وفي النقاش على مكانة ايران وحزب الله في سوريا، وتحتاج إلى ضمانات روسية، وإسرائيل يجب عليها الاستنتاج من ذلك أنه كلما زاد تدخلها العسكري في سوريا، سواء من خلال الهجمات العشوائية أو تعزيز العلاقات العسكرية مع المتمردين، ستتعزز مكانتها في زمن التوقيع على الاتفاق السياسي”. بحسب الكاتب الذي استدرك قائلا: “لكن هذه النظرية يمكن أن يتبين أنها سيف ذو حدين، فإيران ستجد ذريعة ممتازة لزيادة تواجدها العسكري في سوريا، وروسيا يمكن أن تقلص أو حتى تلغي التنسيق الجوي وتعلن عن الفضاء الجوي السوري كمنطقة مغلقة، وحزب الله يمكنه أن يحول هضبة الجولان إلى جبهة مشروعة كجزء من ميزان الردع أمام إسرائيل”.