قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه وفي ظل الأزمة التي تعاني منها البلاد، فهو لازال يحمل سلاح المقاتل، لكنه لن يستطيع كأي مقاتل أن الاستمرار في هذه الحرب في حالة إذا ما حس أن الشعب المصري قد مل منه، مضيفا أن ذخيرة أي مقاتل هي الكبرياء والشرف والعزة وبدون كل هذا لا يمكن لأي مقاتل أن يكمل رسالته في المعركة التي يقودها.
وقال السيسي في لقاء جمعه مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية المصرية أمس الأحد بخصوص العلاقة بين مصر وتركيا، أن مصر تعطي الأتراك الوقت الكامل لإعادة النظر في موقفهم تجاه مصر وتصويب تصريحاتهم السياسية والدبلوماسية التي تهاجم القاهرة صباح مساء، مؤكدا أنه لا توجد أسباب للعداء مع الحكومة التركية نظرا لأن مصر ليست لديها أية نزعات مذهبية أو طائفية ولكنها تتعامل بالطريقة التي تليق بها، ليأتي تعليق السيسي في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أول أمس السبت أن بلاده على استعداد كامل من أجل إطلاق شارة البدء من أجل تطوير التعامل مع مصر خاصة على الصعيد الاقتصادي دون الاعتراف بشرعية الانقلاب العسكري هناك.
يلدريم وفي اجتماع مماثل عقده مع ممثلي وسائل إعلام محلية ودولية بالعاصمة التركية اسطنبول قال إن مصر شهدت هي الأخرى انقلابا عسكرية تماما كما حصل في تركيا، لكن انقلابيي مصر تمكنوا من إسقاط الحكومة السابقة ورئيسها الدكتور محمد مرسي، داعيا في نفس الوقت الشعبين المصري والتركي أن بقيا بعيدا عن الخلافات السياسية بين الدولتين.
وفي موضوع سوريا، قال السيسي أن الإدارة المصرية تعتمد 5 محددات رئيسية نحو ما أسماها الأزمة السورية وهي : احترام إرادة الشعب السوري وإيجاد حل سلمي للأزمة مع الحفاظ على الأرض السورية ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة ( في إشارة إلى الجماعات والتنظيمات الجهادية ) مع إعادة إعمار سوريا وتفعيل دور مؤسسات الدولة.
وتحاشى السيسي ذكر رحيل نظام بشار الأسد بعد أن كان هذا الأخير قد صرح أن العلاقة بين نظامه والنظام المصري لازالت قائمة بعد أن مرت بمرحلة تذبذب أثناء فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين.
أما بخصوص القضية الفلسطينية، فقد كشف الرئيس المصري أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل القيام بمباحثات بموسكو دون أن يتحدث عن موعد هذا اللقاء أو موقف الطرفين المعنيين منه.
واعتبر السيسي أن علاقة بلاده مع الطرفين تتيح لها أن تلعب دورا محوريا لإيجاد حل لقضية السلام وذلك عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة بجانب دولة إسرائيلية، مؤكدا أن الضرورة الأولى هي فتح نقاش فلسطيني فلسطيني بين حركتي فتح وحماس، ومضيفا أن القناعة بأهمية السلام وإيجاد مخرج تتزايد لدى الجانب الإسرائيلي معتبرا أن ذلك يعدا إشارة إيجابية للغاية