يبدو أن الأمور في المملكة العربية السعودية لا تمر في أحسن حالاتها، أو هكذا تقول التقارير الغربية التي تنبأت بصعوبات كبيرة لمحمد بسلمان، ولي العهد ومشروع الملك الجديد، الذي أبعد كل من كانوا قبله للوصول إلى كرسي الحكم وخلافة أبيه الشيخ العجوز.
وقال تقرير نشرته صحيفة “أوبزيرفر” إن الممكة تواجه في الوقت الحالي مشاكل عديدة في حالة قررت القيام بعمليات إصلاحية عميقة، معلقة :” عائلة آل سعود تواجه على كل جبهة معركة ءيمكن أن تخسرهاء للإحكام على الحكم في بلد يتقدم بسرعة ويصل إلى حالة الانفجار، معركة اقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية، والبلد بحاجة للتغيير على هذه الجبهات كلها، بشكل بنى الأمير محمد بن سلمان إرثه عليه، فبعد الانقلاب الذي قام به ابن سلمان على ابن عمه الأمير محمد بن نايف بداية الصيف، فإنه يجد نفسه أمام استحقاقات المرحلة”.
وتابعت الصحيفة :” كونها ملكية مطلقة تعاني من تضخم في القطاع العام غير الفعال، وبرواتب عالية تدفعها الحكومة، وبمقاومة للتغيير، فإن أي عملية إصلاحية ليست سهلة، فبالإضافة إلى هذا فإن العقلية التي تربى عليها السعوديون، من ناحية حقهم في الحصول على دعم الدولة، تجعل من أي محاولة للتغيير صعبة إن لم تكن مستحيلة”، لافتة :” الأمير ابن سلمان بنى خطته على منح المواطنين فرصة للحصول على حصة من ثروة البلاد وخصخصة قطاعات مهمة، مشيرة إلى أنه لترطيب الأجواء أو “تحلية” السكان، فإن الأمير بدأ عملية إصلاح ثقافي واسعة، واعدا بفتح دور السينما، وتنظيم حفلات موسيقية، وإن كانت للذكور فقط، ومنح الشباب السعودي الفرصة للتمتع بالنماذج الثقافية التي يحن إليها، حيث منعته الأنماط الاجتماعية والقيود من القيام بها”.
وأكدت “أوبزيرفر” :” طرح جزء من حصص شركة النفط السعودية (أرامكو) جزأ من خطته الطموحة، حيث تعد الشركة من أكثر الشركات غموضا: فهي شركة مملوكة من الحكومة، وتحمل الكثير من الأسرار المتعلقة بالمملكة، ويعتقد حكام البلاد والمستثمرون أن الاعتماد على ثروتها خطوة مهمة على طريق إصلاح اقتصاد يعتمد بالكامل على النفط، ويتم تقييم سعرها في عالم الأسواق المالية في وقت بدأ فيه الاهتمام بالتحولات السعودية”، منوهة :” التجار ومديري الشركات الاستثمارية والبنوك لم يتوقفوا عن زيارة الرياض، حيث يقوم الأمير ابن سلمان (31 عاما)، وبسلطات واسعة، بتقديم خطته المعروفة رؤية 2030، التي إن نجحت فإنها ستقوم بتغيير البلاد واقتصادها المتحجر”.
ونقلت الصحيفة عن مسئول سعودي كبير قوله :” “لقد تم تغليف الثورة الثقافية باعتبارها جزأ من الإصلاح الاقتصادي”، وأضاف: “كل شيء يتوقف عليها”، مشددة :” نسبة 60% من سكان السعودية هم من الشباب تحت سن الثلاثين، ومن بين هؤلاء نسبة عالية غير راضية عن الوضع وساخطة من العقد الاجتماعي مع الدولة، الذي يقيد حركتهم وتفاعلهم مع بعضهم، ولا يسمح لهم بالترفيه، ولا تتوفر لهم الوظائف، وإن وجدت فهي يدوية”.
واستنتج التقرير الأمريكي :” لهذا السبب كان نموذج الجهاديين جذابا للكثير من الشباب، في ظل ما يرونه فشلا للدولة في الوفاء باحتياجاتهم، مشيرا إلى أن تغيير الطريقة التي يعيش فيها السعوديون متداخل مع تغيير الطريقة التي يعملون فيها، فرغم الحماس الشديد بين قطاعات في المجتمع، إلا أن هناك سخطا بين قطاعات أخرى، بشأن ما تطمح الخطة لتحقيقه ومداه”، ليختتم بالقول :” رهانات التغيير ضخمة، إلا أن ثمن الفشل قد يتفوق عليها، وفي الوقت الحالي تحركت الشاحنة الضخمة، وربط الأمير الشاب مصير المملكة بها”.