قالت تقارير صحفية اسرائيلية إن وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان يخدم وبشكل كبير محمد دحلان، عدو محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في الوصول إلى القيادة بعد فصله من حركة فتح.
وأفادت صحيفة “هارتس” الاسرائيلية” في مقال نشرته اليوم الاربعاء أن المواقف المتلقبة لليبرمان، تصب وبشكل كبير في صالح دحلان، مضيفة :” يكفي أن ننظر لعلاقته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قبل وبعد تعيينه وزيرا للدفاع، وليبرمان في موضوع واحد لا يتغير وهو كراهيته لرئيس السلطة محمود عباس”.
وواصلت “هارتس” :”كان ليبرمان وزيرا للخارجية عام 2012، فقد وصف عباس الذي توقع عزله خلال عامين بـ”الكذاب والجبان والضعيف”، ويرى أن “عباس ليس شريكا، وهو أسوأ من سلفه ياسر عرفات”، وأن “إرهاب عباس السياسي، أسوأ من الإرهاب التقليدي”، مؤكدة :”عباس عن استعداده كزعيم فلسطيني للتصالح مع إسرائيل عبر تنازله عن بيته في صفد، اعتبر ليبرمان أن هذا التصريح “يشكل تدخلا في عملية الانتخابات الإسرائيلية”، وفق الكاتبة التي لفتت إلى أن ليبرمان هاجم النظام “المتعفن والفاسد” لدى السلطة، وشدد على أهمية “أن يذهب عباس لأنه يدير نظاما فاسدا في كل شيء”.
وواصلت الصحيفة :” بصفته وزيرا للدفاع يجدر به أن يركز بشكل أكبر على الإنجازات الأمنية لرئيس السلطة الفلسطينية، حيث شهد له رئيس الأركان غادي آيزنكوت، بأنه (عباس) في كل مناسبة يلتزم بتصفية الإرهاب (المقاومين الفلسطينيين)، فهو يقوم بعمل ممتاز، وعلى الأقل أحبط عباس من قبل أجهزته الأمنية نحو 60 في المئة من العمليات المخطط لها، وهذا الكلام يؤيده أيضا رئيس جهاز الشباك نداف أرغمان”، موضحة :” أوضح أرغمان، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في يونيو 2016، “عملت بشكل مكثف ضد نشطاء فلسطينيين (مقاومين) في الضفة الغربية”.
وأشارت “هارتس” :” في المستوى الأمني الإسرائيلي، يسود إجماع على أنه ليس هناك فترة أفضل من فترة رئاسة عباس بالنسبة لأمن إسرائيل،”من المعقول أن من سيحل محله يجب أن يكون أكثر تطرفا في علاقته مع إسرائيل من أجل تثبيت مكانته”، متسائلة :” رغم أن التعاون الأمني الذي يقوده عباس لا يحظى بالشعبية لدى الفلسطينيين، فلماذا يقوم ليبرمان بكل ما في استطاعته لإضعاف عباس؟”، مشيرة إلى مطالبة “وزير الدفاع بعدم تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية لإجبار عباس على تقديم استقالته”.
وختمت الصحيفة بالتأكيد :” هناك أمرا واحدا يؤكد أن ما يقوم به ليبرمان يخدم محمد دحلان، الذي بواسطة الأموال العربية الطائلة يحاول العودة ثانية إلى العناوين الصحفية، لكن سجل القائد الغزي المهاجر لا يشير إلى أنه سيكون أفضل بالنسبة لإسرائيل من عباس”، مسجلة :” لقد أظهر دحلان قدرة تنفيذية أمنية مشكوكا فيها، فبعد يوم من تبجحه بقدرته أمام شخصيات إسرائيلية، قامت حماس بكنس قواته من غزة”، مشككة في قدرته على “اتخاذ خطوات سياسية أكثر مرونة من عباس، وأما بالنسبة للفساد فدعونا نقول بلطف إن ليبرمان يمكنه بالفعل أن يتفاهم معه بشكل أفضل، لكن لن “يكون لدى دحلان فرصة لخلافة عباس؛ فالدعم الشعبي له ليس كبيرا، وعلاقته مع الميدان تعتمد في الأساس على شراء الأشخاص بالمال، في حين أن خصومه المحتملين يبنون لأنفسهم مراكز قوة حقيقية أكثر”.