تعيش بلادنا مرحلة دقيقة في تاريخها الحديث في ظل عدم استقرار الحكومات في البلاد خلال العام الأخير وهو ما ينذر بصراع سياسي شرس لا يستبعد المراقبون انتقاله إلى حرب دموية والدخول في صراع مسلح بين طرفي الأزمة في البلاد وخلق عشرية سوداء جديدة لتصفية الحسابات.فالذين يديرون البلاد منذ عشرات السنين لم يقدموا لها شيئا وعندما تتحدث معهم يحملون كل شيء للأيادي الخارجية وعندما تتعمق تشعر أنهم يخترعون هذه الأيادي فقط ليبقوا على سدة الحكم ورئاسة المؤسسات وعندما تدخل لمؤسساتهم تجد عشرات الناس المفكرين مركونين على جنب وأنهم يمنحون خليلاتهم وسكرتيراتهم صلاحية التصرف ووضع الخطط دون استغلال المفكرين وأصحاب الخطط ولهذا تجد هذه المؤسسات بدون فائدة وبدون فعالية وستبقى كذلك إلى أن يأتي التغيير والذي هو من سابع المستحيلات أن يأتي.
ماذا أستطيع أن أقول والبلاد تنهشها الذئاب من كل جهة ماذا أقول والبلاد تتحكم فيها عصابات الجنرالات و مافيا العائلات والمخابرات المشبوهة إن العديد من الذين استولوا على خيرات البلاد عن طريق قانون انتخابي على المقاس وتمكنوا من الإمساك بزمام السلطة واللذين قذفت بهم نعمة المال الفاسد وماكينة الإعلام الموجه إلى الواجهة عملوا على تدمير البلاد للوصول بها إلى حافة الإفلاس لم نكن نتصور أن بلاد ستصبح عش الفساد والمفسدين وان العنف سيصبح العملة الرائجة في بلادنا…. !!! حدث كل ذلك في ظل حكومات لم تر في السلطة إلا غنيمة لتنهش ما تبقى من مقومات الدولة وأقصت بفعل ذلك الشعب و حدث ذلك في ظل انسياب إعلامي حرص على إعادة المنظومة القديمة إلى سدة الحكم وممارسات حكم جشع فقر الدولة واستباح خزينتها لتعاد في نهاية المطاف نفس المشاريع الليبرالية المتوحشة التي مارسها الاستعمار وثار عليها الشعب. لم نكن نتصور أن رجال الأعمال سيهربون أموالهم ويمتنعون عن تنمية البلاد وتسديد ضرائبهم. حدث كل ذلك لأن قوى الحركي سيطرت على مفاصل البلاد وعملت على تدميرها وإفراغها من مضامينها الثورية خدمة لأجندات أجنبية مشبوهة وعملت على تدمير المشاريع الاقتصادية والاجتماعية في عملية إفساد ممنهج غير مسبوق تدخلت فيها بارونات الفساد والإفساد لمؤازرة ودعم الاقتصاد الموازي للقضاء على الثروة الوطنية. هذه السياسات نهبت الدولة وسرقت أموالها وسعى العديد إلى إفلاسها لمعاقبة الشعب الذي يحلم بالتغيير. نقرأ ونسمع كل يوم أن البلاد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس ومع ذلك تصر عديد الجهات على مواصلة مطلبها المتعنت خدمة لمصالحها الفئوية والخاصة فرجال الأعمال وعديد الفئات الاجتماعية يرون في الإصلاح الجبائي ومراقبة آلية الاستيراد والتصدير ضربا لمصالحهم فهل أصبحت المصلحة الفردية أهم من مصلحة الوطن؟ وهل ركوب سيارات فخمة أهم من رؤية الوطن ينعم بالخير والنماء؟ هل يعقل أن نرى فئات اجتماعية اغتنت من خيرات هذا الوطن تمتنع اليوم عن دفع ضرائب الوطن في حاجة ماسة إليها هل يعقل ونحن في حالة إفلاس حقيقية أن نهرب من ساحة الوغى ولا نتحمل مسؤولية الذود عن الوطن؟ هل يستطيع أحد من هؤلاء الأفراد أن يصل إلى مستوى تضحيات شهداء الثورة البواسل ؟ إننا فعلا مصدومون للحال الذي وصلت إليه بلادنا مصدومون من موقف عديد الأطراف تمعشت كثيرا من الوطن ولا تريد إعانته في محنته !!! . أي عقلية تحكم هذه القطاعات ؟ ماذا فعلتم للمواطنين الجائعين وللشباب البطال وللمعاقين والجرحى والشهداء؟ وتتنوع المأساة في بلاد الثورة ويستشري الفساد في مفاصلها ليصبح الإقتصاد الموازي مصدرا من مصادر أزمة البلاد في ظل انحلال غير مسبوق للدولة. إن الحيتان الكبيرة أصبحت هي التي تحكم مفاصل الدولة وهو ما جعل الحكومات المنتخبة لا تحكم أو هي عاجزة عن المبادرة والفعل والمواجهة في ظل هذا الوضع المتأزم. إن العدالة الجبائية في نظري هي المدخل الحقيقي لتحقيق العدالة بين الفئات الاجتماعية كذلك لأن الحكومة مطالبة برصد الإمكانيات الجبائية في جميع المؤسسات العاملة بالبلاد ومتابعة كل معاملاتها المالية والبنكية والتعرف على كل واردة وشاردة لتستطيع الدولة افتكاك حقها الضريبي في العمارات شاهقة ونزل فخمة ومنازل فخمة تبنى في عديد الجهات وأراض تشترى بأغلى الأثمان وسيارات فخمة تدخل البلاد واستحواذ على أراضي الدولة وامتلاكها… بالإضافة إلى ملفات فساد متراكمة في الرفوف وصفقات عمومية مشبوهة على الدولة إذن أن تطبق القانون على الجميع وأن تطلب من الجميع الإجابة عن السؤال التالي: من أين لك هذا؟ وعندها ستكتشف الدولة الثروات المخفية التي يمتنع أصحابها عن دفع الضرائب.
ولتطبيق هذه العدالة علينا أولا أن نعرف من يحكم البلاد حقيقة ؟ من المؤكّد حسب المعطيات التي قدمناها سابقا أنّ هناك أياد خفية تتحكّم في ما وراء الستار و داخل أروقة الكواليس ومن المرجح جدا أن يكون صاحب هذه الأيادي شخصان هم الجنرال قايد صالح وأخ الرئيس سعيد حيث يلعب هذان الرجلان دورا رئيسيا في قيادة البلاد ولا يمكن اتخاذ أي قرار دون استشارتهما أو حتى أخد بنصيحتهما فيكفي أن يشيرا إلى أي مسؤول أو يلمحا له بقرار حتي يصطف الجميع وراء هذا القرار يتقن الرجلان فن التلاعب واللغة المزدوجة والتواجد في أروقة السلطة أين يتم تطبيق خططهما وتحديد أهدافهما وإعداد المشاريع الكبرى الخاصة بهم ولكن ما يثير دهشتي أن هناك أقاويل تقول أن الرجلان سوى بيدقين عند شخص أخر وهو الذي يحرك جميع الخيوط؟؟؟ فمن يحكم البلاد.