لن تكون المملكة العربية السعودية سعيدة بعودة العلاقات الديبلوماسية القوية بين خصيمتها إمارة قطر وعدوها الأول في المنطقة إيران.
ونشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقرير لها قالت فيه أن العلاقات الودية بين كل من قطر وايران، كانت أحد الأسباب التي جعلت الرياض تقف مع المقاطعين للدوحة في الحصار الأخير، مضيفة :” الإعلان عن إعادة العلاقات مع إيران هو إشارة إلى استمرار المواجهة بين الدول الخليجية، التي ستكمل شهرها الثالث، ولا يوجد ما يشير إلى نهايتها، بل هناك تصعيد مستمر، وسيغضب السعوديون، الذين يفرضون مع ثلاث دول أخرى حصارا جويا وبريا وبحريا على قطر؛ بسبب ما تقول إنه دعم الدولة الصغيرة للإرهاب، وعلاقتها مع الجمهورية الإسلامية”.
ولفت التقرير :” السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر تطالب قطر بتنفيذ سلسلة مطالب، مشيرة إلى أن التحالف السعودي كان على ما يبدو واثقا من نفسه بأن الجارة قطر ستذعن سريعا للمطالب، ليكتشف لاحقا أنه أساء في التقدير”، مذكرا :” الرياض والدول المتحالفة معها اتهمت قطر بعدد من الاتهامات، التي تتراوح من دعم التطرف إلى التحريض عليه، مستدركا بأن السبب الرئيسي كان علاقات الدوحة الودية مع الجمهورية الإسلامية، وهي المنافس اللدود للسعودية”.
وأكدت “الاندبندنت” أن جرأة السعودية في الهجوم على قطر جاء بتأييد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلقة :” ما بدا للسعوديين أنه موقع قوة أصبح بشكل متزايد حالة ضعف، فالرئيس ترامب، الذي أصبح معروفا بتصرفاته المتناقضة، أتبع بيانه المهدد لقطر ببيان تصالحي، بالإضافة إلى أن كلا من وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس أظهرا دعما للموقف القطري، وأكدا أنها حليف رئيسي مهم، وأن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تدار منها، واعترفت الدوحة بأنها تضررت اقتصاديا من الحصار الذي تقوده السعودية، لكنها أشارت إلى أن لديها ما يكفي من الثروة لتواجهه”، منوهة :” بالنسبة لطهران، فإن ردها الأولي كان الدعوة الحذرة للتصالح، إلا أنها استفادت سريعا من هذا التحرك، وفتحت أجواءها للطيران القطري، بعد أن أغلق التحالف السعودي الأجواء، مشيرا إلى أن تركيا، التي تعد نفسها قائدة للعالم السني مع السعودية، قامت بإرسال المواد الغذائية، وعززت من قواتها المرابطة في قطر”.
واستنتجت الصحيفة البريطانية :” لو توقعت السعودية أن التحرك ضد قطر سيكون إشارة تحذيرية لكل من الكويت وعُمان، اللتين تحتفظان بعلاقات جوار جيدة مع إيران، لكنها اكتشفت سريعا أنها فشلت، وفي الوقت ذاته فإن آمال ترامب لعزل إيران لم تتحقق، وشاركت أكثر من 100 دولة في حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني، الذي انتخب لولاية ثانية، بينها الصين وروسيا والهند والدول الأوروبية كلها تقريبا، وقاد الوفد القطري الأمير نفسه، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”، مبينة :” السعوديين يطالبون بضرورة أن يقدم القطريون تنازلات قبل حل الوضع، لافتة إلى أن السعودية فتحت الحدود لتسهيل سفر الحجاج القطريين، وهي خطوة رفضتها الدوحة، واصفة إياها بأنها “ذات دوافع سياسية”، خاصة أن التنازلات بشأن الحج جاءت بعد محادثات أجراها الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، أحد أبناء العائلة الحاكمة في قطر، الذي يقوم السعوديون بتسويقه على أنه بديل عن الأمير الحالي، إلا أن الشيخ، الذي أطيح بشقيقه من السلطة عام 1972، يعد شخصية هامشية”.