هاجم الملك المغربي محمد السادس الأحزاب السياسية التي تختبئ وراء القصر الملكي عندما تحل الأزمات السياسية أو الاقتصادية بالبلد، معتبرا أن الشرفاء في الوطن قليلون جدا.
وقال العاهل المغربي في الخطاب الذي وجه يوم أمس السبت بمناسبة عيد العرش إن كل من يرى أنه غير قادر على العمل في ظل الظروف الحالية فعليه أن يستقيل من منصبه ويترك القادرين على العمل.
وتابع الملك المغربي :” برامج التنمية البشرية والترابية التي لها التأثير المباشر على تحسين أوضاع المواطنين لا تشرفنا و تبقى دون طموحنا، وذلك راجع بالأساس، في الكثير من الميادين، إلى ضعف العمل المشترك، وغياب البعد الوطني والإستراتيجي، والتنافر بدل التناسق والالتقائية ، والتبخيس والتماطل، بدل المبادرة والعمل الملموس”، موضحا :” هذه المفارقات تزداد “بين القطاع الخاص وبين القطاع العام وخصوصا الإدارة العمومية التي تعاني من ضعف الحكامة وقلة المردودية، فيما القطاع الخاص يجلب أفضل الأطر”.
وواصل العاهل المغربي انتقاداته الكبيرة للوظيفة العمومية :” العديد من الموظفين العموميين لا يتوفرون على ما يكفي من الكفاءة، ولا على الطموح اللازم ، ولا تحركهم دائما روح المسؤولية. بل إن منهم من يقضون سوى أوقات معدودة، داخل مقر العمل، ويفضلون الاكتفاء براتب شهري مضمون، على قلته، بدل الجد والاجتهاد والارتقاء الاجتماعي”، موضحا :” من بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب وضع الإدارة العمومية سواء من حيث الحكامة أو مستوى النجاعة أو جودة الخدمات التي تقدم للمواطنين”.
وهاجم الملك العاهل المغربي الأحزاب السياسية قائلا :” عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه؛ وهو ما يجعل المواطنين يشتكون لملك البلاد، من الإدارات والمسؤولين الذين يتماطلون في الرد على مطالبهم، ومعالجة ملفاتهم، ويلتمسون منه التدخل لقضاء أغراضهم”، موضحا :” الواجب يقتضي أن يتلقى المواطنون أجوبة مقنعة، وفي آجال معقولة، عن تساؤلاتهم وشكاياتهم، مع ضرورة شرح الأسباب وتبرير القرارات، ولو بالرفض، الذي لا ينبغي أن يكون دون سند قانوني، وإنما لأنه مخالف للقانون، أو لأنه يجب على المواطن استكمال المساطر الجاري بها العمل”.
وأكد الملك :” من حق المواطنين أن يتساءلوا “ما الجدوى من وجود المؤسسات، وإجراء الانتخابات، وتعيين الحكومة والوزراء، والولاة والعمال، والسفراء والقناصلة، إذا كانوا هم في واد والشعب وهمومه في واد آخر؟”، مشددا :” ممارسات بعض المسؤولين المنتخبين تدفع عددا من المواطنين، وخاصة الشباب، للعزوف عن الانخراط في العمل السياسي، وعن المشاركة في الانتخابات؛ لأنهم، بكل بساطة، لا يثقون في الطبقة السياسية، ولأن بعض الفاعلين أفسدوا السياسة، وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل”.
وأفاد العاهل المغربي :”إذا أصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس فيها السياسة ولا يثق في عدد من السياسيين فما الذي يبقى للشعب؟”، وتابع مخاطبا المسؤولين: “كفى.. اتقوا الله، إما أن تؤدوا مهماتكم أو تنسحبوا. فالمغرب له نساؤه ورجاله الصادقون”، مؤكدا :”من المسؤولية والشرف خدمة المواطن، هذه الخدمة التي تمتد للاستجابة للمطالب البسيطة صغيرة كانت أو متوسطة أو كبيرة، “ليس هناك فرق بين المشاريع، بل هناك مشاريع تهدف إلى تلبية حاجيات المواطنين”.