تطرق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني لموضوع مثير يخص التعذيب الذي يتعرض له اللاجئون السوريون على يد السلطات اللبنانية والجيش اللبناني بشكل أخص.
وقالت الصحيفة :” صورا مثيرة للرعب تظهر آثار التعذيب التي تعرض لها أربعة لاجئين، حيث تم اعتقالهم بعد مداهمة لبلدة عرسال القريبة من الحدود السورية”، مضيفة :” اللاجئين الأربعة ماتوا في المعتقل، بعد حملة اعتقالات واسعة طالت اللاجئون السوريين، وماتوا بعد اعتقالهم لعدة أيام لدى الجيش اللبناني، وهو ما أدى به إلى فتح تحقيق في الأمر، لافتة إلى أن صور التشخيص الأولية أظهرت أن “لا أدلة على تعرضهم للعنف”، وأنهم ماتوا لأسباب طبيعية”، مستدركة :” الصور التي شاهدتها مراسلة “ميدل إيست آي” تظهر آثار كدمات عدة وجروح على أجساد ثلاثة منهم، وهم مصطفى عبد الكريم العبسي، وأنس حسين الحسيكة، وخالد حسين مليص، والرابع واسمه مهري مليص”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قانوني مجهول قوله :”لأسباب أمنية، تساءل عن الرواية الرسمية للأحداث، التي جاء فيها أن المعتقلين ماتوا نتيجة لسكتة قلبية أو جلطات دماغية بسبب الجو، وقال: “كيف يكرر (تقرير الوفاة الصادر عن الجيش) بأنه لم يحدث عنف؟ وكيف يقول الطبيب أنهم لم يتعرضوا للعنف؟”، وأضاف: “من الواضح وجود جراح على الرأس الذي ترك ينزف”، كما قال مصدر له خبرة في عمليات التعذيب :”تكشف الصور عن أدلة كافية على وجود إشارات تعذيب،هذا دون شك، وهناك إشارت للضغط والكدمات على الأيدي، بشكل يشير إلى أن الضحية تم تعليقه من يديه، ن تكون إشارة على مظاهر قيد عادية؛ لأن مستوى الصدمة والضغط يظهر بوضوح أنه تم تعليق الضحايا من أيديهم”، مؤكدا :”يمكننا مشاهدة ملامح من الصدمات الكثيفة على البطن والجزء السفلي من الظهر، وهي ليست بالتأكيد نتيجة للوقوع على الأرض، فلو سقط شخص فإن الصدمة ستكون على الأطراف، وليس في وسط البطن”.
وقالت الصحيفة حول الموضوع ذاته:”أقارب الضحايا عبروا عن شعورهم بالارتباك من رواية الجيش، وقال أحد الأقارب، الذي قدم صورة للموقع التقطت أثناء دفن قريبه: “لم يكن يعاني من مشكلات صحية سابقة”، وأضاف: “كان في صحة جيدة 100%”، وعندما سئل عن تعرض قريبه للتعذيب، فإنه أجاب: “الله أعلم، لكن الصور تتحدث بنفسها”، وقال مصدر آخر من مستشفى عرسال إن واحدا من الضحايا كان عاملا في المستشفى، ولم يكن في مخيم اللاجئين “وكان خبيرا في التخدير”، وأضاف: “عندما قالت رواية (الجيش) إنه كان يعاني من مشكلات صحية شعرنا بالصدمة؛ لأن الواقع ليس كذلك، بل كانت صحته جيدة”، مضيفة :” محامون عن ثلاثة من الضحايا استطاعوا الحصول على إذن لفحص الجثث، إلا أن الأمن العسكري تدخل وقام بمصادرة العينات التي أخذت من الجثث قبل أن يتم فحصها، حيث قال وسام طريف، الذي يمثل ثلاث عائلات: “لسنا مقتنعين في دقة التقرير الأولي”، وأضاف: “لم يحصل تحليل مستقل، ووضعوا معوقات أمام هذا الأمر، وحصلنا على أمر من قاض في زحلة للقيام بتشريح مستقل، وتم نقل العينات إلى هوتيل ديو (مستشفى) في بيروت، إلا أن الأمن العسكري تدخل وأخذ العينات”.