قالت دراسة إسرائيلية جديدة أن الأزمات الاقتصادية التي تعيشها مجموعة من الدول العربية خصوصا على المستوى الخليج ستجعلها مهددة بموجة ثانية من الربيع العربي، ستكون هذه المرة القاصمة
وأفادت الدراسة التي صدرت عن مركز بيغن للدراسات وهو مركز تابع لجامعة “بار إيلان” الإسرائيلية، ان سقوط الأنظمة الخليجية خصوصا بعد الأزمة مع قطر، سيجعل العديد من العواصم العربية تسقط في وقت قريب في أيادي إيران كما حدث في بغداد ودمشق وصنعاء
الدراسة التي حملت عنوان “هل ثمة ربيع عربي جديد على الأبواب في الخليج الفارسي” أفادت :”الأزمات الاقتصادية غير المسبوقة التي تعصف بمنطقة الخليج “إلى جانب القرارات السياسية غير الحكيمة، تعزز المخاوف بقرب اندلاع هبات جماهيرية ستؤدي إلى تعميم الاضطراب في المنطقة”، منوهة :”الأزمات الداخلية يمكن أن تقود إلى ربيع عربي جديد، قد يفضي إلى سقوط بعض الملكيات الخليجية”.
وعلق التقرير الإسرائيلي على هذ الأمر بالقول :”الرابح الرئيس” من الأوضاع السائدة في الخليج هي إيران،لمقاطعة المفروضة على قطر عبدت مسارا يمكن طهران من السيطرة على البحرين”.
وتطرقت الدراسة للموقع النظام السعودي وسط كل هذه الزوبعات إذ قالت:” نظام الحكم الحالي في السعودية بشكل خاص، يواجه خطر السقوط، نتاج مفاعيل تراجع الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، الاقتصاد السعودي تدهور في الأعوام الأخيرة بشكل غير مسبوق، بسبب تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وبفعل ضخ مساعدات مالية ضخمة لنظام السيسي، منذ أن استولى على الحكم عام 2013، إلى جانب فاتورة تكاليف الحرب في اليمن الباهظة، علاوة على حرص أفراد العائلة المالكة مراكمة ثرواتهم الشخصية”.
وتابع التقرير :” السلطات السعودية أقدمت على خطوات من شأنها إثارة الجمهور السعودي ضد نظام الحكم، ويمكن أن تسمح بانفجار مظاهرات غضب، تماما كما حدث في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، أواخر 2010 ومطلع 2011، كما قامت السعودية بعدد من الخطوات وهي تخفيض رواتب الموظفين في الجهازين المدني والعسكري بـ 900 ريال (300 دولار) جزء من خطة تقشف في القطاع العام، إلى جانب إلغاء الزيادات والعلاوات على الرواتب، علاوة على فرض ضرائب على السجائر ومشروبات الطاقة، بحيث تبلغ الضريبة 100 في المئة، من كلفة إنتاجها”.
وأفادت الدراسة :”ما يدلل على الحد الذي وصلت إليه خطورة الأوضاع الاقتصادية في السعودية، حقيقة أن حكومة الرياض قررت فرض رسوم على استخدام الشوارع في منطقة الرياض، ورسوم على المسافرين من الدول العربية المجاورة وإليها، تدهور الأوضاع الاقتصادية في السعودية سيترك آثارا سلبية على دول عربية أخرى، لا سيما البحرين، التي تواجه أزمة اقتصادية خانقة، في الوقت الذي تعمل فيه إيران على عدم استقرار البلاد، من خلال دعم الجماعات الشيعية التي تعارض نظام الحكم في المنامة”.
وأكدت الدراسة أن إيران قادرة على دعم عدم الاستقرار السعودي عبر خيارات عسكرية نشطة تماما كما يحدث في البحرين، معلقة :”قرار مقاطعة قطر سمح لإيران “بدق الأسافين بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب أن هذا التطور سمح لطهران بتعزيز مكانتها كقوة إقليمية رائدة”، محذرة من أن سقوط إحدى الملكيات الخليجية قد يفضي إلى سقوط ملكيات أخرى”.