نشر موقع “بلومبيرغ” البريطاني تقريرا تطرق لحياة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالده وكيف تصرف الإثنان مع التهديدات التي عرفتها قطر.
وقال التقرير :” الشيخ حمد عندما قرر التنحي عن السلطة عام 2013، لصالح ابنه الشاب تميم، قال إن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في قطر، وكان قراره غير عادي في دول الخليج، حيث توقع الجميع أن تكون الخطوة وفقا للسياسات السابقة، وإعادة لمسار السياسة الخارجية القطرية، خاصة تلك التي أغضبت الجيران والأنظمة العربية، مثل مصر”، مضيفا :”سياسة الأب في التعامل مع كل طرف يبدو أنها كانت سببا فيما يواجهه الابن من حصار سعودي دخل شهره الثاني، ولا توجد إشارات إلى نهاية للأزمة، ويقول السعوديون أن لا شيء قد تغير، وأن الأمير الوالد هو الذي لا يزال يتحكم في خيوط الحكم”.
وتابع الموقع نقلا عن مدير معهد المشرق في بيروت سامي نادر قوله :”الشيخ تميم يدفع ثمن سياسات والده، رغم أنه أعطى انطباعا بأنه سيغير سياسات قطر”، معلقا:” هذا الاعتقاد واضح في الطريقة التي يغطي فيها الإعلام السعودي الحصار، حيث دائما ما يرفق تقاريره بصورة الأب والابن، رغم أن الصورة التي تجمع بينهما في قطر تعبر عن احترام المواطنين للعائلة الحاكمة، بينما في السعودية تؤكد أن الأب لا يزال يتحكم في السلطة وراء العرش”.
ونقل بلومبيرغ عن حسن شبشكي قوله :”تميم مقيد من والده،و يتعرض “لضغوط شديدة لفرض السياسات التي تعكس مواقف والده؛ حتى يصبح حكمه نسخة طبق الأصل عن حكم والده الشرير”، مذكرا :”مصادر صحافية سعودية أشارت إلى الجهود القطرية لزعزعة استقرار المنطقة، وظلت تبث شريطا مسجلا يعود إلى عام 2003، ويزعم أن الشيخ حمد أخبر العقيد معمر القذافي، أنه لو نجح المشروع الأمريكي في العراق “فستكون السعودية هي الهدف التالي”.
وأكد الموقع الأمريكي :”منذ أن تنحى الشيخ حمد عن السلطة فإنه لم يظهر للعلن، واقتصر دوره على حضور حفلات خيرية، ولم يتحدث للعلن إلا نادرا، ولم يظهر في العلن منذ أن فرضت السعودية والإمارات العربية والبحرين ومصر الحصار على بلاده، وقطعت العلاقات الدبلوماسية في الخامس من يونيو، باستثناء صلاة العيد مع ابنه في نهاية شهر رمضان، مشيرة إلى أنه عانى في الفترة الأخيرة من كسر في رجله، حيث وضع ابنه جوعان بن حمد آل ثاني صورا له وهو على سرير المرض، واحدة منها وهو يبتسم مع نجله تميم” ناقلا عن سفير قطر في موسكو محمد العطية قوله :”الحملة الإعلامية ضد قطر تم التخطيط لها على أعلى المستويات في الإمارات والسعودية، وقال في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي: “اليوم، تعمل البرامج الحوارية ومنابر التواصل الاجتماعي في مصر والسعودية والإمارات، ما يريده منها أسيادهم، ويدعون إلى تغيير النظام في قطر”، وأضاف: “تم اغتيال الشخصيات القطرية البارزة وإهانتها”.
وعلق التقرير على هذا الأمر بالقول :”التحالف السعودي يتهم أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، وهي قطر، بأنها تحاول زعزعة استقرار المنطقة، من خلال دعم الجماعات الوكيلة لإيران، والسنية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وهي اتهامات تنفيها الدوحة، مستدركا بأن الأزمة تذهب أعمق من ذلك، ما يجعل التكهن بالكيفية التي ستنتهي فيها الأزمة أمرا صعبا،شبكة “سي أن أن” نشرت وثائق قالت إنها لاتفاقيات وقعتها قطر مع جيرانها لمنع دعم المعارضة، إلا أن الأزمة تعود إلى عام 1995، عندما كان الشيخ حمد وليا للعهد، وقاد انقلابا أبيض ضد والده، حيث اكتشف الأمير الجديد إمكانية تسويق الغاز الذي اكتشفه، وبدأ حملة إصلاحات واستثمارات، وتحرك من أجل تقوية شبه الجزيرة التي ليس لديها إلا ممر بري وحيد مع السعودية”.