نشرت جريدة “إنتيلجنس أونلاين” الفرنسية تقريرا مفصلا عن النفوذ الجديد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان داخل جهاز الأمن السعودي ما يمهد لإحكام قبضته على البلاد حتى قبل توليه الحكم بشكل رسمي.
وقالت الصحيفة الفرنسية أن ولي السعودي، ومنذ كان وليا لولي العهد بدأ العديد من المناورات في الكواليس على مستوى قطاع الأمن، إذ بدأ كوزير للدفاع ببعض الخطوات من قبيل تأسيس مجلس الأمن الوطني وإلحاقه بالديوان الملكي عوض وزارة الداخلية، والتي كانت تحت يد محمد بن نايف، وزير الداخلية السابق.
وأفادت الدورية الفرنسية :”خلال يومين فقط عين الطموح ملك البلاد القادم رجاله في المواقع الهامة ما مكنه من عزل محمد بن نايف،في سعي منه لتجنب أي جدل حول عزل محمد بن نايف وزير الداخلية وولي العهد في الحادي والعشرين من يونيو، قضى ولي العهد الجديد في المملكة العربية السعودية ووزير الدفاع فيها محمد بن سلمان شهورا وهو يناور من وراء الكواليس، خاصة في قطاع الأمن”، مضيفة :”في منتصف يونيو الماضي، الإعلان عن عدد من التعيينات إضافة إلى نقل دائرة مدعي عام قضايا الجرائم والفساد، وهو جهاز قوي متنفذ من الناحية السياسية، إلى ديوان الملك”.
وتابع التقرير :”كان ابن سلمان وهو وزير الدفاع أسس في شهر إبريل الماضي، مجلسا للأمن الوطني، وألحقه بالديوان الملكي، وليس بوزارة الداخلية، ونصب مسؤولا عنه محمد الغفلي، الذي شغل مناصب في الاستخبارات ثم في المراسم الملكية”، مؤكدة :”في الوقت ذاته، ولإحكام سيطرته على رئاسة جهاز المخابرات العامة، وهو جهاز الاستخبارات الخارجية، عين محمد بن سلمان مستشاره الوفي أحمد العسيري، في منصب نائب رئيس الجهاز”.
وأفادت “إنتيلجنس أونلاين” أن بن سلمان خسر معركة السلطة سنة 2015، عندما لم يتمكن من فعل أي شيء بعد فصل سعد الجابري، حليفه ومستشاره في مجال مكافحة الإرهاب، متابعة:” نصب محمد بن سلمان حلفاء موالين له، وكلهم من أبناء الجيل الثالث من الأمراء أو من أفراد عشيرته، في مناصب مهمة وفي مواقع حكام الأقاليم،فعلى سبيل المثال، عين أحمد بن فهد بن سلمان، ابن شقيق وزير الدفاع، نائبا لأمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، كما يتوقع أن تمنح سلطات وصلاحيات جديدة لفهد بن سلمان، الأخ غير الشقيق لوزير الدفاع الذي يشغل حاليا منصب أمير المدينة المنورة”.
وقالت الصحيفة المختصة في الشئون الاستراتيجية إن الوحيد الذي نج من هذه التدخلات والتعديلات كان هو متعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني السعودي، رغم أن هذا الأخير، أي الحرس يخضع في الوقت الحالي لشبه حصار يقربه وبشكل كبير من الجيش النظامي الذي يجلس على رأسه فهد بن تركي آل سعود.
وختمت الدورية الفرنسية تقريرها بالقول :”حسب إشاعات تتردد في الرياض، كان متعب بن عبد الله ومقرن بن عبد العزيز، ولي العهد السابق، الشخصين الوحيدين اللذين لم يصوتا لصالح تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد من بين 34 عضوا في هيئة البيعة التي اجتمعت في العشرين من يونيو”