يعتبر نظام عبد الفتاح السيسي يوم الرابع عشر من شهر غشت بمثابة اليوم الذي يجد فيه النظام نفسه في كل مرة مدعوا لإعطاء تبريرات حول قيامه بقتل ما قدر ما بين 1500 و 3000 شخص أثناء فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية والنهضة اللذان كانا يؤيدان الرئيس المعزول محمد مرسي عضو جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا بعدة دول عربية.
السيسي هذه السنة اعتمد بشكل واسع على الإعلام من أجل قتل التعاطف مع قتلى فض الاعتصام من خلال 3 محاور أساسية، هي إلقاء المسئولية على قيادات الجماعة، اللجوء للمؤسسات الدينية لإعطاء تبرير ديني لعملية الفض ثم التذكير بما يسميه الإعلام الموالي للانقلاب ” جرائم الإخوان عقب فض الاعتصام “.
بداية قامت جميع وسائل الإعلام بتحميل المسئولية كاملة لقيادات الإخوان بسبب المذبحة مبرأة ذمة الجيش المصري بشكل كامل، صحيفة ” اليوم السابع ” ادعت أن الإخوان كانوا على علم بموعد الفض قبل 12 ساعة من ساعة الصفر، لكنم أصروا أن يكتموا الخبر عن الجماهير حتى لا يهرب الناس، كما أنهم وحسب الصحيفة دائما سعوا إلى إيجاد ضحايا من أجل المتاجرة بصورهم.
من جهتها قالت صحيفة ” فيتو ” أن الجيش وفر ممرات خروج آمنة إلا أن المعتصمين فضلوا الاشتباك مع الجيش عوض ذلك، كما أضافت الجريدة ” الوطن ” إن المعتصمين كانوا مسلحين ناقلة عن شهود عيان تعرض الشرطة لطلقات نارية من داخل الاعتصام بالقرب من مسجد رابعة العدوية.
وفي السياق ذاته، قال الداعية الشهير محمد حسان المؤيد للانقلاب أنه حاول التوسط بين الإخوان والدولة قبل فض الاعتصامين حقنا للدماء لكن المبادرة فشلت بسبب الجماعة التي اتهمته بالعمالة وبيع الدين.
وقال الداعية في حوار مع جريدة الوطن أن الخيانة هي ما قامت به الجماعة من اصطدام مع سنن الله الكونية معتبرا أن السيسي كان مرنا للغاية عكس الإخوان.
وقال حسان أنه طالب من السيسي عدم فض الاعتصام بالعنف لأن ذلك سيولد جيلا يحمل السلاح في وجه الجيش وهو ما قبله كما قبل الافراج عن المعتقلين إلا أن نظام الإخوان رفض ذلك بعد تلقيه وعودا من كاترين آشتون مبعوثة الإتحاد الأوروبي إلى القاهرة التي أعطت حسب الداعية السلفي وعودا بالعودة للحكم لمرسي.
من جهتها لم تفوت دار الافتاء المصرية الفرصة من أجل الهجوم على نظام الإخوان المسلمين، حيث أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أنه لا يجوز تقويض دعائم الدولة والمجتمع عبر العنف والطائفية.
واعتبرت دار الإفتاء أن ما أسمته ” فض الممارسات الإرهابية في ميداني رابعة والنهضة ” تؤكد أن التضامن المجتمعي كفيل بردع جميع محاولات الإسلام السياسي في السيطرة على البلاد والعباد وجر المجتمع والدولة إلى مربع العنف ودوامته الطويلة.