حياة سكان قطاع غزة تبدو صعبة، ولكن إلى أي حد ؟ هذا ما يحاول تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية كشف النقاب عنه بعد المعاناة المضاعفة التي يعيشها الفلسطينيون في شهر أبريل.
وقالت الصحيفة أن الكهرباء لا تدوم في القطاع سوى ثلاث ساعات يوميا وذلك بسبب الصراع بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وحركة المقاومة الاسلامية حماس بسبب الموقف المختلف من الاحتلال الاسرائيلي.
وأفادت “لوموند” :”قرابة مليوني فلسطيني من أهل غزة يقضون شهر رمضان المبارك بلا إنارة، ويتناولون طعام العشاء على الشموع”، ناقلة معاناة شابة تحمل إسم رواد عبيد، تعيش أسرتها بلا إنارة وبلا تلفاز ولا حتى ثلاقة يستطيعون داخلها حفظ الطعام، إذ أكدت عبير أن الكهرباء لا تدوم أكثر من 3 ساعات.
وواصل التقرير :”عرفت عدة أزمات في قطاع الكهرباء منذ 10 سنوات متتالية، تحديدا مع اعتلاء حركة حماس الحكم سنة 2007. وقد تعمقت هذه الأزمة أكثر؛ نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل ومصر على قطاع غزة”، لتعلق عبيد وهي مدرسة للفيزياء في مدرسة ثانوية بالقول :”نستغل السويعات التي تعود فيها الكهرباء في الليل للقيام بجميع الأعمال على غرار استعمال الإنترنت، وغسل الثياب، والطبخ، كما أننا نتجنب ترك بقايا الطعام حتى لا نضطر لحفظها في الثلاجة التي لن تعمل بدورها دون كهرباء”.
وشددت لوموند :”رواد وعائلتها يعيشون في عمارة يتوفر فيها مولد كهربائي، تكلفته باهظة للغاية، حيث يجب على كل منزل دفع قرابة 350 شيكلا في الشهر، أي ما يعادل 90 يورو. وهذا المولد لا يعمل بين الساعة السادسة والنصف إلى حدود الساعة الرابعة صباحا. لذلك، ترى رواد الحل الأنسب يتمثل في اللجوء إلى الإنارة عن طريق الشموع”، متابعة :”تعمل رواد على اقتناء ألواح شمسية لتوليد الكهرباء، لكنها تعاني من أزمة مالية بعد أن قطعت السلطة الفلسطينية قرابة 30 في المئة من راتبها الشهري. فقد عمد محمود عباس إلى قطع ما بين 30 إلى 50 في المئة من رواتب الموظفين بالقطاع العام كوسيلة ضغط يستخدمها ضد حركة حماس”.
كما نقلت الصحيفة عن عمر شعبان، وهو محلل سياسي تعليقه على الأمر بالقول :”عباس يعتقد أن هذه الضغوط ستجبر حركة حماس على الخضوع والقبول بفكرة التسوية السياسية”. وأضاف: “عباس يريد أن يثبت لواشنطن أنه يستطيع محاربة الإرهاب بطريقته، لكنه سيأتي اليوم الذي سيخسر فيه كل شيء”.
وواصلت الصحيفة :”تدفع السلطة الفلسطينية تكلفة كهرباء غزة لإسرائيل، في حين تقول إن حركة حماس التي تدير القطاع لا تسلم السلطة قيمة الفواتير التي تجمعها من السكان، في حين تبرأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من أزمة الكهرباء، وأكد أنها نتاج “لخلاف داخلي فلسطيني”، مشيرة :”تسبب انقطاع الكهرباء في عرقلة سير المستشفيات، وفي عملية معالجة مياه الصرف الصحي. وهذه القطاعات لا زالت تعمل جزئيا بفضل توليد الكهرباء عن طريق المولدات الصغيرة”.