اعتبر حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي ورئيس مركز طارق بن زياد أن مشكل الريف ناتج عن المنظومة الكاملة في العلم في المغرن، مؤكدا أن هذا الأمر أنه يجب نزع فتيل الأزمة بالحكمة وعدم التصعيد.
وقال أوريد في مقال له على موقع “الأول” حمل عنوان “كلمة الحراك” :”يدخل ما سمي بالحراك في الريف، مرحلة خطرة، بعد حملة الاعتقالات والمتابعات، وهي ما ينذر بتصعيد لا يمكن التكهن بمساراته في ظرفية مضطربة ومشحونة”، مضيفا :”لم تكن وفاة المرحوم محسن فكري إلا القطرة التي أفاضت الكأس، وكان الوضع بالريف لمن يعرفه ويتابع شؤونه، يموج رغم ما أقدمت عليه الدولة من مجهودات ملموسة، من خلال الاشتغال على البنيات والأشياء، دون الإنسان، ومنها خياراته”.
وتابع أوريد :” أتت الإدارة بتصور جاهز، ونخب جاهزة، وهو ما كان يُغيض نخبا ذات مسار تاريخي ونضالي، في المغرب والمهجر، آمنت بالمصالحة، وأدركت فحوى ما أقدمت عليه الدولة في فجر ما سمي بالعهد الجديد، ولم تُفهم التخرصات التي أقدمت عليها، بعدئذ، من خلال تنصيب وصي أو أمين عليها. كان ذلك يجري في أحاديث خاصة وقد تم تسييج الساحة العامة”، مؤكدا :”ولم يتم التقاط الإشارة، لإنْ كان للدولة تصورها الذي يقوم على مفتاح (الباص پاسسي ) الذي من شأنه أن يفتح كل الأبواب.. ولا حاجة لحمل رزمة من المفاتيح، لكل باب مفتاحها.. كان ذلك هو التصور القديم للمخزن، ولم يزد سوى أن غيّر (باص) بـ (باص)، ما لم يدركه بعض أصحاب القرار، هو أن التفضل بموقع ووضع على شخص أو أشخاص، يزري بمن لهم مسار ورصيد وشرعية. قد يتوارون أمام اختلال موازين القوى، ثم يبرزون حين يتغير الوضع.. من يُلام؟ من أٌجهز عليه، وأُزري به، ويظهر بعد كمون، ويدافع عن قضايا مشروعة أم من دفع بالإمّعات الذين يتاجرون بالقضايا المشروعة؟”.
وأوضح الناطق الرسمي باسم القصر الملكي :”هو ذا جزء من المشكل، ولو أن المشكل أبعد مدى من أن يحصر في الريف، بل هو منظومة عمل. وكيف لمن هو جزء من المشكل أن ينتصب عنصرا للحل؟”، مستعينا بحادث تاريخي مهم حيث قال :”ولقد سبق لشيوخ قبائل ولاد الدليم وقد حل المرحوم الحسن الثاني بالداخلة بتاريخ 4 مارس 1980، لحفل الولاء، أن قالوا له مما يتناقله الناس في الصحراء: لا تعودوا تديروا تاسسويت علينا، جيبوا تاسسويت نتاعكم (لا تنصبوا علينا حثالة القوم منا، ولكن إن وكان ولا بد، فلتأتوا بحثالتكم)”.
وعلق الباحث المغربي عن هذا الأمر بالقول:”التمرد والغضب والاحتجاج، ليس تصرفا فطريا أو طبيعيا عند الأفراد والجماعات، وهي لا تخرج لذلك إلا إذا دُفعت لذلك حين يكون حجم الضر قد أثقل عليها، أو بلغة العصر تجاوز عتبة المسموح به”، مؤكدا :”من السهل الإلقاء بالتعلة على الغاضبين، ونعتهم بالغوغائين وأصحاب الفتنة، ومن السهل تبخيسهم، والزعم أنهم شرذمة تغذي الكراهية وتدعو للعنف، وتروم الانفصال.. ولكن حبل الكذب قصير كما يقال، الشرذمة تستند على مد جماهيري، وعلى تعاطف وطني ودولي، وما يسمي بخطاب الكراهية تخرص، يخلط قصدا بمواقف سياسية، والانفصال، وليسمح لنا الفقيه النحرير خالد الناصري أن نمتح من قاموسه المرصع، خرافة”.