نصح عبد الفتاح مورو، نائب رئيس البرلمان التونسي ونائب رئيس حركة النهضة جماعة الاخوان المسلمين من تطوير نفسها وأدائها حتى تواكب العصر الجديد، مؤكدا تفاؤله بقدرة الحركة على تغيير نفسها حتى تتجاوز أزمتها الحالية.
وتطرق مورو في حوار مع أحد المواقع العربية إلى الواقع التونسي، حيث أكد أن حركة النهضة أصبحت الآن أحد أهم الفاعلين في المجتمع التونسي والسلطة السياسية.
وحول دعاوى الباجي قايد السبسي، الرئيس التونسي الحالي بتدخل الجيش في مواجهة الفئات العمالية، قال مورو :” الرئيس التونسي دعا إلى حماية المؤسسات الاقتصادية الهامة في البلاد بواسطة الجيش، ولم يدع الجيش لتسلم أمور الحكم أو التدخل فيها من قريب أو بعيد. وهذا مطلب يقتضيه الخوف من أن تؤدي بعض التجاوزات غير المدروسة من قبل المحتجين إلى الإضرار بتلك المؤسسات الاقتصادية والاستراتيجية، ومن ثم الإضرار بمصالح الدولة التونسية، ولذلك أوكل الرئيس إلى الجيش الحراسة فقط، وليس اتخاذ القرار أو المشاركة فيه، ولم يفوضه بأية سلطات”.
وحول حركة النهضة، قال القيادي التونسي في تعريف جديد لها :”أولا حركة النهضة ليست إسلامية، ولكنها حركة النهضة وفقط.. ولكن لعلها تكون أحد الأسافي أنها إحدى المؤسسات التي يوكل إليها تسيير أمور البلاد وإدارة المؤسسات بها الآن، فهي أصبحت بالفعل رقما من أرقام الحياة السياسية المعتبرة في تونس، ويمكن أن يُستند إليها في إقامة و إدارة مؤسسات الدولة التونسية حاليا”، مواصلا حول الربيع العربي :” الذي أعلمه أن الحراك الثوري في بلدان الربيع العربي كان حراكا وطنيا خالصا، ولم يكن يدار من الخارج، ولكن أن تكون قد سعت بعض القوى الأجنبية الخارجية إلى استثمار نتيجة هذا الحراك لتحقيق مصالحها الخاصة؛ فهذا ممكن، الشعوب هي التي قامت بهذا الحراك، ولكن الحراك كان بحاجة إلى قيادات لتسييره، وقد تلكأت القوى الوطنية في استثمار هذا الحراك، وقام بينها خلافات بين الإسلاميين والعلمانيين، وضيعت علينا فرصة تاريخية كبيرة وليتها ما قامت”.
وفي سؤال حول هل الربيع العربي جولة أو مطاف، قال مورو :”الربيع العربي هو بداية مطاف حقيقة، وهذا المطاف سيستمر طالما أن هناك شبابا واعدا ومدركا؛ يريد أن يخدم وطنه وبلده بعيدا عن الديكتاتورية، ويريد أن يسخر طاقاته، أما بالنسبة للإسلاميين يقينا أنهم لم يكونوا متهيئين بشكل كاف لأن يتلقفوا الشأن العام أو يديروه، ولكن هذه ظرفية يمكن تداركها عن طريق التعلم والتدريب لأخذ مواقف مختلفة، وفهم حقيقة الحكم، ومعرفة ما الذي يتطلب من الحاكم أن يكون عليه من إدراك وفهم”.
وتطرق نائب رئيس حركة النهضة لواقع جماعة الإخوان المسلمين، حيث أفاد :”الإخوان يشعرون اليوم بأنهم في نهاية مرحلة فهم تفتح على مرحلة جديدة من الفهم، وهم قادرون على استيعاب الواقع الجديد، وإدراك أن الخطاب الإسلامي القديم لم يعد قادرا على أن يسوّغ الآن بان مباشرة الشأن السياسي بتنظيمات من هذا النوع، وهذا الفهم موجود الآن لدى قيادات الحركة ويحتاج إلى بعض الوقت، ولكنه يتبلور شيئا فشيئا، بالطبع لا بد من تكييف نفسها مع التطورات والمتغيرات، وإذا لم تكيف نفسها فسيقع ما نخاف منه، ويتم تجاوزها. وما أراه أنها تسعى اليوم لأن تفهم متطلبات المرحلة الجديدة وتتكيف حسبها؛ لأنها لا تصدر عن مقدس، ولكنها تصدر عن رأي يمكن استبعاده او تجاوزه أو تغييره. وما يحصل اليوم في الحركة الإسلامية هو تفاعل مع الواقع الجديد يجعلها قادرة على أن تدخل بثوب جديد في الحياة العامة”.