قامت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا تطرقت فيه للعلاقة المثيرة التي أصبحت تجمع الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان بالغرب وروسيا، متساءلة عن الأولويات التي يضعها أردوغان في علاقاته الخارجية.
وقالت الصحيفة نقلا عن رئيس الوزراء السابق بولنت أرينتش، والذي كان قد خرج في حوار صحفي نشر فيه توجهات الدولة التركية :” أرينتش دعا إلى إصلاح علاقة تركيا مع الغرب، وقال إنه عمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تطوير السياسة التركية، وكان أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية”، ناقلة عنه تصريحا قال فيه : “يجب على تركيا أن تصلح علاقتها مع أوروبا والولايات المتحدة، وهذا أمر مهم لتركيا”، وأضاف: “لن تتضرر هذه الدول لو قطعت علاقتها مع تركيا، وعلى تركيا أن تصحح علاقاتها معها، من خلال سياسة صحيحة ودائمة، وبناء على مصالحنا”.
وأفادت الصحيفة البريطانية :” أردوغان، الذي كان يدعو إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، قد ألمح لإمكانية عرض فكرة الانضمام لاستفتاء عام، وحوّل السياسة الخارجية باتجاه الصين وروسيا، في الوقت الذي تراجعت فيه العلاقات مع الغرب”، مؤكدة :” تصريحات أردوغان اتسمت بالشدة، خاصة في أثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حيث اتهم ألمانيا وهولندا بالقيام بتصرفات نازية، وذلك ردا على منع وزراء حكومته من المشاركة في تجمعات انتخابية مع المواطنين الأتراك المقيمين في هذه الدول، وتعهد بمراجعة العلاقة مع الاتحاد الأوروبي “الفاشي الوحشي”.
وتابعت الصحيفة :” في الوقت الذي انتقد فيه أرينتش فشل الاتحاد الأوروبي بمنح تركيا عضوية كاملة، وألقى اللوم على “الأجندة المعادية لتركيا”، إلا أنه دعا حكومة أردوغان لأخذ الخطوة الأولى من أجل المصالحة، حيث قال: “يجب على تركيا أن تكون داخل الاتحاد الأوروبي”، وأضاف: “من أجل أن يحدث هذا، يجب أولا وأخيرا على تركيا، بدأ من الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة، استخدام اللغة الإيجابية تجاه الاتحاد الأوروبي والتعاون معه”.
وواصل التقرير :” أرينتش يعد من الداعين المتحمسين لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وعمل رئيسا للبرلمان، وبنى سمعته على أنه رجل لا يتبع مواقف أردوغان دون تفكير، مشيرا إلى أنه شعر في عام 2015 بالتهميش من القيادة السياسية، بعدما تحرك أردوغان لتعزيز قوته، إلا أنه يظل شخصية بارزة وخليفة لأردوغان في حال انقسم الحزب في وقت ما”، موردة عن المتحدث السابق قوله :”النتائج الأخيرة التي سمحت لأردوغان بتعزيز قوته أكثر، إنه “في ظل الظروف الحالية، فإنه من غير الممكن معارضة سياسات الحكومة داخل حزب العدالة والتنمية، هذا الأمر لا يمكن التفكير به، نعرف موقف الرئيس (من قضايا السياسة الخارجية) حتى الآن، فهل سيغير موقفه بعد الأحد؟ أعتقد أنه يجب عليه ذلك”.
وحول العلاقات التركية الأمريكية، قالت “التايمز”:”العلاقات التركية الأمريكية، التي تدهورت بسبب دعم واشنطن لقوات حماية الشعب التركية “الإرهابية”، ورفضها تسليم رجل الدين فتح الله غولن، المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل العام الماضي”، مستدركة :” لقاء أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، إلا أن العلاقات لا تزال تتسم بالتوتر بين دولتين عضوين في الناتو، لافتة إلى أن أرينتش يعتقد أن الولايات المتحدة “حليف حيوي”، ويجب تقديمها على العلاقة مع روسيا، قائلا: “نحن حلفاء استراتيجيون” مع أمريكا”.