العديد من الغضب، من مسلمين ومسيحيين بعد أن قام القمص مكاري يونان، رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة، راعي الكنيسة المرقسية بالأزبكية، بنشر تصريحات قال فيها بأن الاسلام في مصر انتشر بالسيف والرمح والدماء واحتل مصر المسيحية.
وقال ذات المتحدث تعليقا على تصريحات الشيخ سالم عبد الجليل حول العقيدة المسيحية التي وصفها بالفاسدة :” “هذا الشيخ خرج على الملأ يكفر الأقباط اللي هم أصل مصر، وأصل البلد”.
ونشرت قناة “الكرمة” التابعة للكنيسة الأرثوذوكسية كلمها قال فيها :” إن كان الإسلام ضغط علينا، وعددنا قلَّ.. لازم كل واحد يعرف أن مصر مسيحية، واعرف أن جدك وأبو جدك مسيحي، واعرف يا حبيبي أنك أنت بالسيف والرمح بقيت كده، واللي ساب المسيح مننا كان بسبب السيف، والرمح”، وتابع وسط تصفيق الحضور :” “بلا مقارنة بين عقيدة وعقيدة أقول إن عقيدتنا اللي بتقول عليها فاسدة، هي عقيدة الطهارة، ونقاوة القلب، هي عقيدة المحبة التي لا تعرفها عقيدة على وجه الأرض، وهي عقيدة التسامح والغفران، لا من مصدر ضعف، بل من مصدر قوة، لأن القوي هو اللي بيسامح، ويغفر”.
وأكد يونان :” “الضعيف هو من يمسك عصا وسيفا ورمحا، والذي لم يعرف الله هو الذي يقتل، والقاتل هو الشيطان، وأعوان الشيطان هم القتلة وسفاكو الدماء، والمسيحية لا تعرف القتل، ولا تعرف الدماء، بل بالعكس: المسيحية تعرف أن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس.. المسيحية الحقيقية هي المحبة بس”، مردفا : “مالناش عدو في الدنيا.. لا وجه للمقارنة بين المسيحية وأي عقيدة تانية”، واستطرد: “ننتظر الإجراأت القانونية وتصرف النائب العام”، متسائلا: “هل تم تقديم بلاغ له أم لا، أم تنتظرون حدوث مصائب في البلد؟”، مستطردا :” “مرحبا بالمصائب، ومرحبا بالقتل، ومرحبا بالموت.. الموت ده هيوصلنا عند حبيبنا اللي بنحبه”.
وختم القمص كلمته بالقول :” يا رب يا سر فرحنا، وزي ما أنت حاضر بالحق والحقيقة، أنا بأقول لك: أعلن ذاتك ومجدك، اعمل حاجة تليق بك، اعمل حاجة في مصر.. قولوا معي: اعمل حاجة في مصر.. اعمل حاجة في مصر.. آمين”.
من جهته انتقد المفكر القبطي جمال أسعد هذا الكلام، معتبرا أن مكاري يونان يسيئ بكلامه للمسيحية، داعيا إلى محاكمته بتهمة تهديد السلم الاجتماعي بمصر.
وقال أسعد :” مكاري يونان أجهض الموقف المصري الوطني الذي اتخذه مسلمو مصر ضد سالم عبد الجليل بعد تصريحه ب”تكفير المسيحيين”، مضيفا:” “مكاري يونان يسعى دائما إلى الشعبية المتخيلة، وسبق أن اعترض الأنبا بيشوي على سلوكه، ثم نُفاجأ به يقول إن الإسلام انتشر بالسيف، والرمح، ويتصور أنه يرد بطريقة غير مباشرة من خلال الإساءة للإسلام، فهل هذه هي الدعوة الى الله؟”.
ودعا ذات المتحدث الكنيسة المصرية إلى اتخاذ بعض الخطوات ضد مكاري حيث قال : “انتفض الأزهر والأوقاف ضد سالم عبد الجليل لأنه يمثل المؤسسة الدينية، وهذه أول مرة يقوم أحد المنتمين للكنيسة، وهو كاهن الكاتدرائية القديمة في كلوت بك، بالإساءة للإسلام، ولابد أن تتخذ الكنيسة موقفا ضده”، مؤكدا :”مصر لكل المصريين، وبعد أكثر من 1400 سنة من التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر، لا يجوز أن نقول مثل هذا الكلام، الذي يحض على التفرقة، ولابد من مراعاة أن الشعب المصري يتعايش في إخاء، ومحبة، وسلام”.