قامت صحيفة “التايمز” البريطانية واسعة الانتشار لتقرير مهم عن قادم خطوات الأكراد في العراق بشكل خاص، خصوصا بعد قيامهم برفع العلم الكردي فوق المقرات الحكومية بمدينة كركوك.
وقالت الصحفية في تقريرها أن مسئولين أكراد قالوا إن موعد الاستفتاء سيتم الإعلان عنه قريبا، وذلك من أجل الضغط بهدف الاستقلال، مؤكدة :” الأكراد سيأخذون معهم مناطق واسعة سيطروا عليها بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة منها”.
وتابعت الصحيفة هذه المرة نقلاعن هوسيات زيباري،وزير الخارجية والمالية العراقي السابق :” “لقد فقدنا الأمل بالعراق الجديد”، وأضاف زيباري، الذي عزل من منصبه في العام الماضي، أنه من المرجح تنظيم الاستفتاء في خريف العام الحالي، ويتوقع حينها الانتهاء من عمليات استعادة مدينة الموصل، التي تشارك فيها القوات الكردية المعروفة باسم “البيشمركة”، بالإضافة إلى تصريح همين حاورمي، المستشار البارز لحاكم إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي قال :” الاستفتاء سيضم المناطق الواقعة خارج إقليم كردستان، بما فيها منطقة النفط الغنية، كركوك، لافتة إلى أنه تم التعامل مع هذه المنطقة بشكل خاص في الدستور العراقي، حيث اشترط عقد استفتاء على وضعها، إلا أن هذا لم يتم، ووجد استفتاء غير رسمي عقد في العام ذاته، الذي أقر فيه الدستور، أن نسبة 98.8% من سكان كردستان يريدون الاستقلال عن العراق”.
وأشار التقرير :” الخلاف بين بغداد وأربيل حول حصة الإقليم من النفط والميزانية، حيث ترك الموظفين في الإقليم دون رواتب، بمن فيهم مقاتلو البيشمركة الذين يقاتلون تنظيم الدولة، عزز الشعور بالنفور بين كردستان وحكومة العراق، وعزز حس الاستقلال، لافتا إلى أن سيطرة الأكراد على كركوك ومواردها النفطية ربما كان وراء خطط الاستفتاء، فمن خلالها يمكن للأكراد الاعتماد على عوائد النفط لبناء دولة قابلة للحياة”، مضيفة :” الأكراد قاموا في الشهر الماضي بإطلاق “بالون اختبار”، عندما رفعوا العلم الكردي ولأول مرة على المقرات الحكومية في كركوك، وردت الحكومة الشيعية في بغداد وإيران وتركيا على الخطوة بغضب، وطالبت بإنزاله، إلا أن الحكومة الإقليمية رفضت ذلك، ولا يزال مرفوعا، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر الأكراد، الذين دعمهم، وأقام معهم علاقة دافئة، من السيطرة على المدينة، وإلا فسيكون “الثمن باهظا”.
وأكدت الصحيفة :” الأكراد يؤكدون أن دورهم في قتال تنظيم الدولة جعلهم حلفاء مهمين للغرب تعاطفا مع قضيتهم، حيث يقول زيباري: “نحن جادون، والجميع يتعامل معنا بجدية هذه المرة”، ويضيف: “لقد قلنا إن لم تقدموا لنا الدعم، فلا تقفوا في وجهنا”.
وأوردت “التايمز” نقلا عن زيباري دائما :” الاستقلال لن يتبع مباشرة الاستفتاء، بل هناك مفاوضات مع بغداد حول المستقبل، بشكل يفتح المجال أمام تسويات وتنازلات من الطرفين، مشيرا إلى أن الاكراد سيلعبون بأوراقهم التي في يدهم الآن، فقد يعرضون التنازل عن المناطق ذات الكثافة العربية مقابل قبول بغداد بنتائج الاستفتاء”، مضيفة :” المشكلة هي الاتهامات الموجهة للقوات الكردية، التي قامت بعمليات تطهير للقرى التي سيطرت عليها من سكانها العرب؛ وذلك لحرف المعادلة الديمغرافية لصالحها، لافتة إلى أن منظمة “هيومان رايتس ووتش” اتهمت المقاتلين الأكراد باستغلال القتال ضد تنظيم الدولة للسيطرة عليها وتطهيرها من العرقيات التي تعيش فيها، حيث قالت المنظمة إن التطهير الكامل للقرى قد يصل إلى درجة جريمة حرب”.