اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الهزيمة التي لحقت باليمين المتطرف في فرنسا خلال الإنتخابات الرئاسية تعتبر انهيارا لليمين المتطرف للبلاد، والذي كان يسعى جاهدا للإطاحة بوحدة أوروبا بعد انفصال بريطانيا عبر قرار “البريكست”.
وأضافت الصحيفة :” موجة “الشعبوية المهاجرة” (اليمين) تبدو متعثرة في أوروبا، وإن موجها بدأ يتكسر، خاصة بعد خسارة مرشحيها في انتخابات كل من النمسا وهولندا وأخيرا في فرنسا”.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات لوبين التي قالت أن ما حدث في فرنسا مهم وتاريخي جدا بالنسبة لها، لكن يجب أن يتم إعادة إطلاق الحزب من جديد، معلقة في خطاب مختصر قالته لأنصارها :” الجبهة الوطنية يجب أن تجدد نفسها بصورة جذرية، لكي ترتقى لمستوى الفرصة التاريخية وتلبي توقعات الشعب الفرنسي”.
وقالت الصحيفة :” هناك اختبارا لمستقبل أوروبا موحدة، وما إذا كان إيمانويل ماكرون يمكن أن ينعش علاقات فرنسا بألمانيا، خاصة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بعد أن تراجعت خلال فترة خمس سنوات من حكم الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند، الذي وصلت شعبيته إلى مستويات قياسية منخفضة”، محذرة :” إذا استمرت فرنسا في الركود الاقتصادي، فإن انتصار اليوم في الانتخابات قد يتراجع لصالح اليمين المتطرف، وقد يعيد قبوله مجددا في البلاد، بدلا من الرفض الحاسم له”.
وأشار التقرير إلى أسباب هذا الفشل، حيث قال :” فشل اليمين المتطرف في أوروبا؛ يأتي في تناقض صارخ مع التوقعات التي ربطت صعود ترامب في الولايات المتحدة، بإطلاق العنان لموجة عالمية من السياسيين الشعبويين، حيث كانت كانت لوبان من أول القادة السياسيين في جميع أنحاء العالم، التي بادرت لتهنئة ترامب ليلة فوزه”.
وقالت الصحيفة الأمريكية :” الانتخابات الفرنسية وما سبقها في بعض دول أوروبا، أظهرت اتجاها واضحا في أوروبا الغربية التي بدت غير مستعدة لتسليم السلطة إلى اليمين المتطرف، وعللت الصحيفة ذلك بأن تولي ترامب للحكم في أمريكا ربما أضر بالشعبويين في أوروبا بدلا من مساعدتهم”، مواصلة :” لقد هرع القادة الأوروبيون لاحتضان انتصار ماكرون كخطوة أولى في تجديد التحالف ضد تمزيق الاتحاد، وهو الأمر الذي كانت أوروبا متخوفة منه حال فوز اليمينية لوبان”.
كما علقت الواشنطن بوست على تعليقات المجتمع الدولي بعد فوز ماكرون حيث قالت : “كان بالإمكان سماع الهتافات في الشوارع عند الإعلان عن فوز ماكرون، كما لو أن فريق كرة القدم المفضل كان قد حقق انتصارا في مباراة”، حيث نقلت عن سيباستيان كورز، وزير الخارجية النمساوي تغريدته بتويتر والتي قال فيها :” الفرنسيون يبدون بوضوح أن الاحتجاج والرغبة في التغيير لا يجب أن تؤدي دائما إلى انتخاب شعبويين يمينيين”.
وحول مستقبل ماكرين الشاب الرئيس قالت الواشنطن بوست :” ماكرون يأمل في تخفيف الإصرار الألماني على التقشف المالي، مع مساعيه لفرض إصلاحات اقتصادية شاملة في بلاده، وإذا نجح، فإنه قد يساعد في نزع سلاح الأصوات المناهضة للاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء القارة، ولكن إذا فشل في تحريك اقتصاد فرنسا وأوروبا، فإنه سيثير أسئلة حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يساعد أو يضر بحياة مواطنيه”.