قامت مجلة “فوريس بوليسي” الأمريكية ذائعة الصيت بنشر تقرير يتطرق للسلاح السري الذي يملكه فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي في سوريا.
وقالت الصحيفة عن هذا السلاح :” السلاح السري لبوتين، وهو الجنود الشيشان من القوات الخاصة في الفيدرالية الروسية، الذين نشرهم معتمدا على كونهم الوجه السني الذي يعزز من خلاله تأثيره في البلاد، ويؤكد إقامته الدائمة، ويواجه من خلالهم التحديات غير المتوقعة، مثلما حصل عندما انتشرت شائعات حول إصابة رئيس النظام السوري بشار الأسد بجلطة دماغية، وسرت أخبار عن قيام الإيرانيين بمحاولات لتعيين شقيقه ماهر الأسد خلفا له”، معلقة :” روسيا نشرت وبهدوء ألفا من القوات الخاصة المسلمة من المناطق الجنوبية في جنوب روسيا، بشكل تؤكد من خلاله زيادة حضورها على الأرض، رغم تأكيد الكرملين أن القوات الروسية غادرت سوريا بعد استعادة السيطرة على حلب الشرقية نهاية العام الماضي، وبخلاف ذلك، فإن الروس أعلنوا عن توسعات كبيرة لقواعدهم العسكرية في البلاد”.
وقالت المجلة :” الأهم من هذا كله هو إرسال عدد كبير من القوات الخاصة شيشانية وأنغوشية من شمال القوقاز، مشيرة إلى أن وجود الروس اقتصر في الماضي على قوات مساعدة للطيران، ومستشارين لجيش النظام، وعدد من جنود القوات الخاصة والمدفعية في اللاذقية وحماة”، مؤكدة :” لهذا كله فإن نشر القوات من الشيشان وأنغوشيا يعد تحولا استراتيجيا للدور الروسي، حيث أصبحت لموسكو قواتها على الأرض، بشكل يعطيها القدرة على تشكيل الأحداث، وتأكيد حضور طويل لها، بالإضافة إلى الحد من أي تحرك يقوم به الأسد للتأثير في الدور الروسي ومصالحه في الشرق الأوسط”.
وتابع التقرير :” “المهمة الرئيسة لهذه القوات هي القيام بمهام الشرطة العسكرية، إلا أن أفرادها تم اختيارهم من وحدات النخبة (سبتناز) في القوات الشيشانية المسلحة، وتم نشرهم للقيام بمهام غير المهام المساعدة الأخرى، أي حماية نقاط التفتيش، وحراسة القواعد العسكرية، وفي بعض الأحيان تنسيق الدفاع عن المعاقل المؤيدة للحكومة مع قوات النظام، كما حصل عندما هاجم المقاتلون حي العباسيين في دمشق”، مفيدا :” حجم القوات الجديدة، وطبيعة الدور الذي تقوم به، لا يزالان غير معروفين، مستدركا بأن تقارير قدرت عدد المقاتلين الشيشان بـ 500 مقاتل، أما المقاتلون الإنغوش فقالت إن عددهم لا يتجاوز الـ300 جندي”.
وأكدت الصحيفة الأمريكية :” القوات الشيشانية والإنغوشية تمنح الروس الفرصة لتعزيز مصالحهم الخارجية، دون تعريض جنودهم للخطر، حيث أن هناك حساسية أبداها المجتمع الروسي تجاه القتلى من الجنود في معارك خارجية، وحاولت الحكومة الروسية التعتيم على الموضوع، واعترفت موسكو بقتل 30 جنديا حتى الآن، رغم أن العدد أكبر، ولهذا فإن استخدام جنود غير روس في حروب الكرملين الجديدة قد يخفف من ردود الفعل السلبية على الخسائر البشرية”، معلقة :” سقوط قتلى من الشيشان لن يثير قلق الروس، الذين ينظرون نظرة دونية لهم، بعد حربين مع موسكو في التسعينيات من القرن الماضي، حيث يقول محرر “كوكاشيان نوت” غريغوري شيفدوف، إن نشر الجنود من هذه المناطق نابع من حالة الاحتقار التي يولونها لها ولسكانها، بوتين يعتمد في نشر القوات الشيشانية على عامل تقبلها من السكان السوريين، وهو المشاركة في الدين، حيث أن معظم سكان شمال القوقاز من المسلمين السنة، لافتة إلى أن روسيا حاولت استخدام هذا العامل لصالحها منذ وصولها إلى سوريا عام 2016″.