اعتبر جمال حشمت، رئيس البرلمان المصري في الخارج أن المراجعات التي قام بها الإسلاميون في مصر خصوصا جماعة الإخوان المسلمين أمر عادي، بل هو مبدأ إسلامي وإنساني، يأتي في وقت تشهد فيه الجماعة تشرذمات داخلية خطيرة تهدد وجودها.
وقال حشمت حول الموضوع :” لمراجعات مبدأ إسلامي وإنساني يحتاجه الأفراد وتحتاجه الجماعات والكيانات من وقت لآخر لتقويم الأداء ومعرفة أوجه القصور والأخطاء التي يجب علاجها قبل مرحلة جديدة وزمن جديد، وهو ما كان واجبا على الجميع في مصر ممن يرفعون لواء الحرية والكرامة ويدعون إلى الخير والعدل والشفافية كقيم وأفعال. ولأن الله سبحانه وتعالى راجع رسله والمؤمنين في القرآن الخالد، وكذلك فعل الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم فكان يجب أن يتحلى التابعون لمنهج الإسلام بهذا الخلق وأن يمارسوه دون خجل أو تأخير، بدلا من مقارنتهم بسلوك أعدائهم”، مضيفا :” ما حدث من مراجعات من بعض الإخوان كنت أتمنى أن يصدر، بعد إضافة خبرات الجميع، باسم الإخوان كلهم، لكن للأسف قد سمعت من يدعي أن المراجعة لها وقتها ولم يحن ذلك بعد، أو تجاوز فقال إن الإخوان لم يخطئوا، وكلها اجتهادات مأجور صاحبها حتى عند الخطأ. سمعت ذلك بأذني، فعلمت أن المحن قادمة، لأن الاجتهاد المأجور هو ما تصدى له صاحبه المختص، أما غير ذلك فلا شك أنه مأزور”.
وحول قراءته للصراعات الداخلية للإخوان :” هل يمكن أن نقول غير ذلك؟ فالكل يدرك حجم ما أصاب الإخوان ءوهم حصن الأمان لمصرء وشعب مصر من وهن بما حدث لهم على أيدي الانقلابيين الخونة أو بالخلاف بينهم”، متابعا :” اضطربت الصفوف، وضعف المد الثوري، وملأ الصمت أجواء الدنيا في الوقت الذي كان يجب أن يسمع العالم فيه صوت الإخوان ورؤيتهم وتصوراتهم لحل أزمة مصر، ودبّ بعض اليأس في قلوب أحبابهم، وبحث الجميع عن منقذ في ظل هذا التدهور المحلي والإقليمي والدولي ليرفع الهمم ويبث الأمل ويجمع الأمة التي تتخطفها أطماع الأعداء من كل صوب محليا كان أم خارجيا. الخلاف ينحر قلوبنا، خاصة أنه أوهن قدرة الفريقين على اتخاذ أي موقف أو أي قرار، وهنا تكمن خطورته الكبيرة”.
وحول مسألة فشل المبادرات من أجل حل أزمة الاخوان، قال رئيس البرلمان المصري في الخارج :” في بدايات الخلاف كنت أول من اقترح صمت الأطراف ووقف التراشق الإعلامي، وناشدت فضيلة الشيخ القرضاوي في تدوينة شهيرة ليتدخل ويطرح حلا لوأد الفتنة قبل أن تتصاعد، وتواصلت مع مكتبه واستجاب، وجمع (القرضاوي) فريقا فوق مستوى الشبهات، وعرض الحل على علماء ثقات وأعلنه، لكنه للأسف لم يلق من أحد الأطراف إلا الشكر على السعي دون التزام بتنفيذه”، مؤكدا :” والخطير الذي أعلنت رفضي له ءوما زلتء هو اتهام طرف للآخر وإيقافه وتجميده، حتى يتسنى الرد على أنه ليس هناك خلاف داخل الجماعة فهؤلاء ليسوا منا! بكل بساطة يتم التعامل مع الأمر كأن هناك من حاصر الفتنة وأنقذ الجماعة، لكن الواقع يقول غير ذلك، فكلا الطرفين ينتميان للجماعة فكرا وتاريخا وسلوكا حتى لو كان هناك اختلاف على بعض المواقف، فقد كان الحوار هو الحل، والمراجعة هي السبيل، والاعتراف بالخطأ من كليهما هو الطريق للحفاظ على جماعة تعد حتى الآن أمل الأمة لوحدة صفها وتماسك بنيانها ومواجهة أعدائها الذين، بالمناسبة، يتهمون الكل ويعادون الفريقين حتى الآن، فهل هم يدركون ما لا يدركه الإخوان؟!”.