قام موقع “ميدل إيست آي” بنشر تحقيق حول عملية إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام منذ 14 أبريل الحالي والذي لازال قائما حتى اللحظة الحالية، معتبرا بأن هذا الإضراب يهدف إلى تسليط الضوء على طريقة التعامل غير العادلة والا الإنسانية والتي تقوم باعتمادها السلطات في إسرائيل المحتلة.
وقالت الصحيفة :” الإضراب الذي دخل فيه حوالي ألف و500 أسير قابع في سجون الاحتلال، لم يلق تجاوبا من السلطات الإسرائيلية، وكانت ردود فعل السياسيين الإسرائيليين صادمة، حيث صرح عضو الكنيست أورون حزان بأنه “لا توجد مشكلة حتى لو كان مآل جميع المساجين الموت نتيجة لإضراب الجوع، فالسجون مكتظة، في حين أن هناك مساحة كافية في جوف الأرض من شأنها أن تستقبل جثثهم”، مضيفة في تصريحات نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قوله “يجب ترك المساجين المضربين يموتون جوعا”، إنهم يشبهون الصراصير السامة التي ينبغي إبادتها بالغاز، كما يجب إقامة معسكرات إبادة وإلقاؤهم فيها”.
وتابع التقرير :” المستوطنين الإسرائيليين أقاموا عن عمد حفلات شواء بالقرب من سجن عوفر؛ بهدف إثارة غضب الأسرى المضربين”، موضحة :” المساجين دخلوا في هذا الإضراب وكلهم أمل في أن يظفروا بتعاطف جميع الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والشعبية، وأن يحققوا فرضية تأسيس حركة تضامن عربية أو ربما دولية؛ للضغط على “إسرائيل”، وإجبارها على تلبية مطالبهم المشروعة والإنسانية”.
وأكد الموقع :” هنالك خمسة آلاف و600 سجين سياسي، بينهم 57 امرأة و13 قاصرا، داخل المعتقلات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الإضراب شارك فيه جميع الأسرى، بمن فيهم القصر والنساء والمسنون والمرضى”، مضيفا :” بعد انقضاء أسبوع على انطلاق الإضراب، بدأ يظهر على أجسام المضربين الهزال، كما أصبح عدد منهم يعاني من آلام المفاصل، والارتعاش، والصداع”.
وتابع التقرير :” معظم المضربين يعانون من أمراض مختلفة أخرى، على غرار تلين العظام، والسرطان، والروماتيزم، وضيق التنفس، والربو، وغيرها من الأمراض التي نتجت عن ظروف السجن الصعبة، بما في ذلك التعذيب وسوء التغذية، كما يحرم المضربون من أخذ دوائهم بشكل منتظم”، كما قام بعرض أسماء بعض المعتقلين والذين تعرضوا لأحكام سجنية مجحفة لازال بسبب العديد منهم قابعا في سجون الاحتلال وأبرزهم كريم يونس وماهر يونس، اللذان احتجزا منذ يناير 1984، فضلا عن نائل البرغوثي الذي أمضى 36 سنة من حياته في السجن”.
وواصل التقرير:” يجب عدم النظر إلى إضراب الأسرى على أنه طلب لتحسين ظروف الاحتجاز فقط، بل على أنه مطالبة بنيل الحرية؛ لأنهم بالأساس يرفضون البقاء في السجن، حتى وإن كانت شروط الاحتجاز تفي بالمعايير المتفق عليها خلال القرن الحادي والعشرين. فضلا عن ذلك، هناك حوالي 500 سجين سياسي محتجزون في سجون الاحتلال من دون أن توجه لهم أي تهم تذكر”، مؤكدا :” عادة ما يحرم الأسرى السياسيون لدى إسرائيل من العلاج الطبي والفحوص الطبية المنتظمة، وكنتيجة لهذا الإهمال؛ لقي 13 سجينا مصرعهم. كما يتم أيضا حرمان المساجين من مقابلة ذويهم، إذ اقتصرت الزيارات العائلية على زيارة واحدة كل شهر. ومنذ بدء الإضراب عن الطعام، منعت السلطات الإسرائيلية المحامين أيضا من زيارة موكليهم”.