قالت نائبة البرلمان الجزائري السابقة عائشة بلحجار، المرشحة الحالية عن حركة مجتمع السلم أن الحركة الإسلامية في الجزائر نصحت الإسلاميين في الدول الأخرى التي عاشت الربيع العربي حتى يتجنبوا ما عاشوه هم أنفسهم منذ ثلاثة عقود، لكنم لم يسمعوا.
وقالت القيادية الاسلامية في حوار لها مع أحد المواقع العربية :” وجهنا نصائح إلى الكثير من قيادات الإخوان في مصر وليبيا وسوريا وتونس، ولكننا رأيناهم كانوا يعيشوين نشوة الفرحة الخادعة؛ ظنا منهم بأنهم انتصروا في معركتهم ضد الديكتاتورية المتجذرة في البلاد منذ عقود، لا سيما الإخوة في مصر، وكانوا يرونها مرحلة التمكين.. ولكنني كلما التقيت الكثيرين منهم كنت اُكرر نصيحتي وأسألهم: متى ستتعظون مما حدث مع ثورة الجزائر مطلع التسعينيات؟ وكنا نحذرهم من خطورة السعي لاستلام الحكم وخاصة الرئاسة، ولكنهم لم يستمعوا لنا”، مستتنتجة :” فكان ما كان للأسف الشديد. ولكنهم استمعوا لنا جيدا في قضية السلمية ونبذ العنف، إذ حذرناهم أيضا من خطورة الانجرار للعنف.. والحمد لله في مصر، بالرغم من الاستفزاز وممارسة القتل البشع ضد الإخوان ومؤيديهم من قبل الانقلاب، إلا أنهم تمسكوا بالسلمية رغم أنها مؤلمة جدا جدا”.
وحول النصحية التي تقدمها للإسلاميين في مصر، قالت بلحجار :” ندعوهم لأن يتعلموا بأنه مهما حدث فلا مفر من التعايش المشترك، من خلال تجربتنا نحن في الجزائر؛ رغم وجود عائلات قُتل منها الكثير، وتعرف القتلة، ولكنها تنازلت وسامحت القتلة.. لم يكن أمام الناس حل سوى التسامح من أجل إنجاح المصالحة التي جعلتهم يتعايشون؛ لأن العنف والقتل وحمل السلاح دائرة مفرغة لا تنتهي، ولن توقف مسلسل القتل والثأر، بينما نحن مطالبون بتحقيق أهدافنا بالتعايش معا بالصبر والتضحة بأنفسنا ولا نضحي ببلادنا”، مضيفة :” يجب التاكيد بأن تبقى مصر للمصريين وتبقى هي مأواهم، وننصح كافة القوى وعلى رأسهم الاخوان أكبر المتضررين والمظلومين من الانقلاب، بالسعي لمصالحة وطنية حقيقية كريمة. ونسأل الله أن يقويهم على تحمل هذه الأزمة، وان يفرج عنهم وعن أسراهم ومعتقليهم.. فيجب أن يُفتح باب المصالحة في أسرع وقت، حتى يقف نزيف الانهيار للدولة المصرية، واليوم قبل غدا؟ ولو أن أي طرف بيده أن يفتح باب المصالحة فليبادر، ولن يكون في هذه الحالة انهزاميا أو ضعيفا أو خانعا أو متخاذلا، ولكن الذي يبادر بمصالحة في مثل هذه الظروف هم الاقوياء الذين يقدمون التضحية بشموخ عندما يمدون أيديهم من أجل الحفاظ على مصر ودماء المصريين”.
وحول استعدادات حزبها للإنتخابات البرلمانية في الجزائرية، قالت القيادية الاسلامية :” الانتخابات النيابية في الجزائر من المقرر أن تجرى يوم 4 مايو للمنافسة على 462 مقعدا في عموم الجزائر.. ونحن الحزب الوحيد الذي ترشح في جميع الدوائر بنسبة 100 في المئة، ونسعى لأن نحصل على الأغلبية في هذه الانتخابات، ونتمنى ألا يكون هناك تزوير، وساعتها سيكون من السهل تحقيق الأغلبية”، مضيفة :” شعارنا في الانتخابات هو “النماء والهناء”، ونستهدف المشاركة الفعلية في الحكومة القادمة، حيث سبق وشاركنا بسبع حقائب وزارية بحكومة 1997/ 2002، كما شاركنا قبلها بحقيبتين وزاريتين، وكذلك بعدها من خلال حركة مجتمع السلم “حمس” التي تعد تجربتها رائدة في مشاركة إسلاميين جزئيا في الحكومة وليس في الحكم، على مستوى العالم الإسلامي. ودخلنا فعلا دولاب الدولة انطلاقا من إيماننا بالتدرج في ممارسة الديمقراطية، وبأن الجزائر حررها الجميع ويجب أن يبنيها الجميع”.