قام موقع “ديلي بيست” مقالا حول التراجع الكبير الذي عرفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وعوده خلال الحملة الانتخابية، وذلك بتجفيف مستنقع واشنطن عبر منح أصحاب المصالح والعاملين في مؤسسات الضغط، حيث قالت الصحيفة ” ما حصل هو العكس تماما، حيث سلم ترامب مفاصل الإدارة لأولئك الذين وعد بإبقائهم بعيدين عن السلطة”.
وأضافت “ديلي بيست” :” ترامب وعد بأن يكون نوعا آخر من الرؤساء الجمهوريين، بأن يتجنب المخاطر الأخلاقية التي لطالما ادعى أنها فاسدة أو قد تتسبب بفساد، ليس فقط منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون فحسب، بل منافسيه من الحزب الجمهوري في الانتخابات الأولية كلهم”، مبينة :” ترامب كان يقول إن واشنطن ستكون مختلفة تحت رئاسته، حيث سيترك أصحاب المصالح، ولكونه ثريا فهو لا يحتاج أموال مجموعات الضغط، ولا تمويل الشركات الكبيرة، وسيفوز في الانتخابات دونها، ولن يشعر بأنه مدين لأي منها”.
لكن الصحيفة استدركت بالقول :” بعد 100 يوم من تسلمه الرئاسة، فإنه لم يفشل في الحفاظ على وعد من وعوده كما فشل في وعده (بتجفيف المستنقع) في واشنطن، وهي مشكلة من صنعه؛ لأن نوع السياسة الجمهورية الخاصة به تتطلب منه أن يخرق قواعده لملء الشواغر في إدارته، حيث أدى التدفق الناتج من ناشطي الضغط ومديري الأعمال لملء الفراغات في الإدارة إلى اختلاف واضح بين كلام ترامب خلال الحملة وقرارات التوظيف الأولية”، لافتة إلا أن “ترامب ملأ إدارته باصحاب المصالح، لا لأنه يحتاج إلى أموالهم، لكن لأنه يحتاجهم، فإدارته تحتاج الموظفين وبحاجة ماسة لملء المناصب العليا التي تحتاج إلى خبرة، وخيارات ترامب في إيجاد الكفاأت أقل بكثير من غيره من الجمهوريين”.
وعلق التقرير بالقول :” لطالما انتقد ترامب (وول ستريت) خلال الحملة، لكنه بعد ذلك أحضر المخضرمين في إدارة بنوك الاستثمارات (غولدمان ساكس) ليقودوا وزارة المالية في البيت الأبيض والمجلس الاقتصادي الوطني، وكان يسخر من تأثير جماعات الضغط في عملية صنع السياسات، ثم قام بالتنازل سرا عن قواعد اخلاقية ليحتلوا مناصب رفيعة المستوى في إدارته”، متابعا :” وزير الخارجية ريكس تيلرسون قام في وظيفته السابقة حين كان مديرا لـ(إكسون موبيل)، بتوقيع عقود مع شركات تملكها دول أجنبية معادية، وفي وزارة التجارة يقوم المستثمر المخضرم في الفولاذ ويلبر روس بإدارة سياسة تجارية تسعى لدعم صناعة الفولاذ، وفي الوقت الذي يسعى فيه روس لاتخاذ إجراأت عقابية ضد مستوردي الفولاذ من الصين، فإنه يتوقع من غيلبرت كابلان المرشح ليكون نائبه للتجارة الدولية، الذي كان يعمل في الضغط لصالح صناعة الفولاذ، أن يفرض سياسات لحماية تلك الصناعة التي لطالما ضغط للحصول عليها” “.
وأفاد كاتب التقرير :” عداوة ترامب الصريحة لحرية التجارة وضعته في موقع خلاف مع كثير من الأكاديميين والمراكز الفكرية المحافظة، ولذلك فإن التوظيف من تلك المجموعات، التي لا تزال متأثرة بفكرة حرية تدفق البضائع من عهد ريغان، لم يكن خيارا جيدا بالنسبة له، فلجأ إلى القطاع الخاص لتصيد المهام العالية، وكان قطاع الصناعة سعيدا لأن يستجيب لطلب البيت الأبيض”، مشيرا:”اليميني المتطرف ريتشارد سبنسر وضع يده بالضبط على المشكلة التي خلقتها تلك السياسة لإدارة ترامب، حيث قال: (إحدى المشكلات الرئيسية للترامبية هي ليس ترامب نفسه، لكن المحافظين، بما في ذلك معاهد الفكر والناس والمنشورات إلخ.. فرؤية ترامب شعبوية، لكن ليست هناك بنية تحتية لتطبيق هذه الرؤية، فاضطر أن يستدير نحو الأفكار ذاتها والأشخاص الفاشلين أنفسهم)”.