في أول خروج معارض له للحكومة المغربية الحالية، والتي شكلها زميله الدكتور سعد الدين العثماني، وجه عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية المعفى انتقادات لاذعة لمحمد حصاد، وزير الداخلية السابق، ووزير التربية والتعليم الحالي.
وبعد أسبوع كامل من الإنتظار، أفرج حزب العدالة والتنمية عن فيديو الكلمة التي قالها عبد الإله بنكيران في لقاء حزبي حضرته العديد من قيادات “المصباح”، حيث كان بنكيران قد طالب الحزب إلى خدمة الطبقة الدنيا والتي منحتهم أصواتها لإيصالهم إلى فوق في إشارة إلى وصول الحزب إلى أعلى طبقة سياسية في المغرب وهي رئاسة الحكومة).
بنكيران انتقد ما را حول محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني والذي اختار الانتصار لبعض أساتذة الفلسفة ضد أساتذة التربية الإسلامية بسبب أحد العبارات الي وردت في أحد مقررات التربية الاسلامية، حيث كان الفقهاء ينظرون إلى الفلسفة في وقت ما نظرة دونية.
وقال بنكيران :” موضوع مناهج التربية الإسلامية “لم تقرر فيه حكومة العدالة والتنمية، وأن من قام بذلك هو وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية مع المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التعليم تحت إشراف الملك”، مضيفا :” لماذا هذه السرعة كلها أسي حصاد؟ وهل تحسب أنك مازلت في وزارة الداخلية؟ أنت وزير التعليم، وهذا القطاع فيه 300 ألف موظف، ويمس 7 ملايين طفل وأسرة، ويجب أن تعرف أولا ماذا وقع”.
وواصل رئيس الحكومة السابق توجيه كلامه إلى برلمانيي حزبه :” هل ستسكتون عن هذا الموضوع الآن؟”، قبل أن يجيب: “لا يمكن أن تسكتوا عنه، ويجب أن تعرفوا أن لديكم دور في الدفاع عن بلدكم ومواطني بلدكم، وأنتم الآن مرجع لكثير من الأحزاب التي ظهرت بعد الانتخابات التي تريد أن تأخذ من الحزب طريقته ومنهجيته”، مضيفا :” لما كنت في المسؤولية، ولم تكن تصلني مثل هذه الأشياء، كنت أتصل مباشرة بالوزير المعني أستفسره وأعرف منه ماذا يجري، وأدعوه إلى العمل وفق المعقول”.
وأفاد بنكيران في حديثه عن حزبه :” نحن حزب سياسي مسؤول، ولا يمكن مطلقا أن نقوم بدور المعارضة، فنحن ملتزمون مع قياداتنا وحزبنا، وعلينا أن نجنب الحكومة التي نترؤسها العثرات الكبرى ونكون يقظين، على الأقل إن لم نستطع أن نُنْجحها مائة بالمائة”، متابعا :” علينا أن نكون واضحين، سندعم هذه الحكومة، فنحن حزب مسؤول، وحتى إن كان هناك خطأ، أي خطأ ارتكبته أو ارتكبه سعد الدين فهو خطأ كلنا مسؤولون عنه”.
بنكيران الذي ارتدى ثوب الحكيم واصل في كلمته بالقول :” لسنا كغيرنا، فنحن لسنا مثل ذاك الحزب الذي منح مدينة ليسيرها، فلما خرجت الاحتجاجات لأسباب اجتماعية معروفة، قال أنا مع تلك الاحتجاجات، نحن مسؤولون ونتحمل مسؤوليتنا”، مستطردا :” ما تعرضنا له كحزب سياسي هو زلزال كبير، زلزال ربما لم يأت الوقت بعد لنستوعب أموره كاملة، أي ما الذي مهد له؟ وكيف وقع؟ وما هي عواقبه؟، هل نتراجع ونذهب إلى منازلنا؟ أكيد لا، فما نقوم به اليوم في صالح البلد والدولة والمجتمع ثم الحزب، وهذه مسؤولية تاريخية، ونحن نعبر عن أمل الشعب في تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية والتربوية والأخلاقية أيضا، لديكم امتحان خاص، فالذي يمنحكم المشروعية هو المواطن وليس الذين يوجدون (فوق)، والذي أوصلكم إلى هذا المكان هو صوت المواطن العادي”.