اعتبرت الصحيفة الفرنسية ذائعة الصيت “لوموند” بأن رئيس الحكومة المغربية الجديدة سعد الدين العثماني هو شخص “غير معتدل” عكس الأخبار التي تروج عنه، مستدلة بذلك ببعض التغريدات في حسابه على “تويتر”
وقالت الصحيفة في مقال لها نشرها يوم الأربعاء حمل عنوان “عندما يغرد الوزير الأول أنا ديدوني عوض أنا شارلي”: رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني يظهر “وجها غير معتدل عكس ما يقال إنه إسلامي معتدل وتوافقي”، من خلال تغريدات سابقة له على موقع “تويتر” ترجع لسنوات 2014 و2015″.
ونقلت الصحيفة “لوموند” عن يحيى شوطا، مدير ديوان سعد الدين العثماني الذي قال :” العثماني من بين السياسيين المغاربة الأكثر نشاطا على تويتر”، لافتة :” لحدود أول أمس الثلاثاء، فقد بلغ عدد تغريدات الوزير الأول المغربي على “تويتر” 15500 تغريدة، و33300 ألف مشترك، مشيرة إلى أنه “أول رئيس حكومة مغربية يتوفر على حساب بموقع تويتر”، متابعة :” منذ النصف الثاني من شهر مارس الماضي، أي منذ تعيينه رئيسا للحكومة، فإنه لا ينشر على حسابه إلا الأحداث المتصلة بتشكيل الأغلبية الحكومية أو صوره مع ضيوفه بفيلته في حي السلام بمدينة سلا”.
وواصلت الصحيفة :” عليك أن تبحث في أرشيف حسابه على تويتر لتجد رسائل عكس صورة الحداثي التي يحاول العثماني بناءها منذ عقود، كيوم 14 يناير 2015، أسبوع واحد بعد العملية الإرهابية التي ضربت المجلة الساخرة شارلي إيبدو، حيث كتب وزير الخارجية السابق ورئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني على حسابه: مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل تضامنا مع الفنان الفرنسي الساخر ديودوني، أين المدافعين عن حرية التعبير؟؟”، متابعة :” بالرغم من مرور سنتين فإنها لم تمسح هذه التغريدة من حسابه، التغريدة تكشف الكثير عن شخصيته”.
وأكدت الصحيفة :” وللتذكير فإن ديودوني الفنان الفرنسي الساخر كان قد كتب على حسابه في تويتر عقب عملية شارلي إيبدو الإرهابية: أنا شارلي كوليبالي. مع العلم أن كوليبالي هو أحد منفذي الهجوم”، مواصلة :” “إنه لا يتذكر كثيرا تلك التغريدة (أي تغريدة أنا ديدوني)”، مضيفا أنها “ليست مهمة، وأن العثماني مثقف ويعبر عن أفكاره ويتقبل كل نقاش مهذب”، مؤكدا أن “اختياره لـ”تويتر” بسبب كونها شبكة اجتماعية نخبوية في المغرب، ويستخدمها لتبادل الأفكار مع المثقفين والسياسيين داخل المغرب وخارجه”.
وأفادت الصحيفة :” شوطة الدكتور في اللسانيات، والبالغ من العمر 28 سنة، هو الذي يشرف على حسابات العثماني على فيسبوك وتويتر، والتحق بسعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق، بعد خروجه من الحكومة في أكتوبر 2013، وعودته إلى عيادته في الطب النفسي بالرباط، فكان في حاجة لمن يقوم بنشر أفكاره القضايا الوطنية والخارجية، وكذلك قضايا الأمة الإسلامية، مثل فلسطين والعراق وسوريا واليمن، حيث إن كل التغريدات تقريبا لا تخرج عن هذه القضايا، دون معرفة من تعود له الكلمة الأخيرة لنشرها في الأخير”، مضيفه” :” تغريدة أخرى للعثماني، بتاريخ أبريل 2014، قال فيها: “توفي اليوم الجمعة المفكر محمد قطب، شقيق الشهيد سيد قطب، عن عمر يناهز 95 عاما، له العديد من المؤلفات وحاصل على جائزة الملك فيصل سنة 1988″، كاشفة أن مصطلح “شهيد” التي استعملها العثماني تحمل دلالة أيديولوجية، “خصوصا إذا علمنا أن المصطلح مرتبط بسيد قطب الذي يعتبر أبا الجهاديين”.