نشرت صحيفة ” فايننتشال تايمز” الأمريكية مقالا افتتاحيا تحدثت فيه عن ما يقوم به نظام بشار الأسد من جرائم ضد الإنسانية، كان آخرها قصف شعبه بالكيماوي، حيث دعت الصحيفة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم الإنسياق نحو جنون بشار ومحاولة تعقيله، باعتبار بأنه “أبوه بالتبني”.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها :” السوريون عانوا منذ بداية الثورة عام 2011 من أنواع العذاب كلها، فأمطرهم الأسد من السماء بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، وقام جيشه بتدمير مصادر ضخ المياه، وحاصر المدن والبلدات من أجل تركيع من فيها، وعذب آلاف المعتقلين في السجون، وضربهم حتى الموت، وقتل حتى الآن أكثر من 400 ألف سوري، وشرد الملايين”، مضيفة :” هناك أدلة عدة تظهر أن النظام استمر في استخدام غاز الكلور بصفته جزأ من ترسانته العسكرية، إلا أن الأسد تردد منذ عام 2013 في استخدام السلاح الكيماوي، وقراره اليوم استخدامه من جديد يظهر أنه لم يعد مهتما، أو مقيدا بأي قيود من التي أشرفت روسيا على التوسط بها من أجل نزع ترسانته النووية، بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما معاقبة النظام لاستخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، حيث تراجع أوباما عن قراره مقابل نزع الترسانة الكيماوية السورية”.
وتابعت الصحيفة الأمريكية :” 70 شخصا قتلوا في هجوم على إدلب، منهم 20 طفلا، وينكر النظام مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن الناشطين والمسؤولين الغربيين حملوا طيران الأسد المسؤولية، حيث تعرض الضحايا للأعراض ذاتها التي تعرض لها ضحايا الغوطة الشرقية، عندما استخدم في الهجوم غاز السارين المحرم دوليا”، مضيفة :” أوباما تجاهل خطه الأحمر، وسمح لبوتين بالدخول وملء الفراغ، ما قاد إلى توقيع سوريا اتفاق حظر انتشار الأسلحة الكيماوية”.
وقالت ذات المصادر بأن الجريمة لم تكن مبررة لأن الأهالي كانوا بالفعل قد بدأوا في عملية انسحاب شامل من إدلب، حيث قالت :” المقاتلين وعائلاتهم كانوا ينسحبون إلى محافظة إدلب بعد تقدم قوات النظام، حيث أن حشر المعارضة السنية بهذه الطريقة قد يؤدي إلى عملية تطهير عرقي، ولو تم ضربهم بالغازات السامة من النظام على أكثر احتمال فإن هذا يزيد من جرائم الحرب”، مؤكدة :” كلا من دمشق وموسكو تزعمان أن الغاز الذي انبعث في خان شيخون كان بسبب انفجار مخزون من السلاح يعود إلى المعارضة بعد ضربه من الجو، وزعم كهذا يعبر عن سذاجة، خاصة أن مفتشي الأمم المتحدة حذروا العام الماضي من أن الأسد فشل في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة سابقا بعدما وجدوا أدلة على استخدام غاز الأعصاب، لكن انقسام مجلس الأمن أدى إلى فشله في التحرك ضد الانتهاكات في سوريا”.
وعلقت الصحيفة على موقع أوروبا وأمريكا في التعايش مع الأسد لأنه أقل ضررا من داعش، حيث قالت :” لو كان هناك أي شك بأن هذا التفكير واهما، فإنه يجب أن يتبدد هذا الأسبوع؛ لأن الأسد هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار، وأدت جرائمه إلى مساعدة تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة”، خاتمة بالقول :” موسكو لا تزال تملك العديد من الأوراق، ويجب أن يستخدمها بوتين الآن، فإنقاذ نظام الأسد شيء، والوقوف جانبا ومراقبة ابنه البديل المتجرئ وهو يقوم باستخدام الغاز السام ضد السوريين شيء آخر، حيث أنه يسخر من الاتفاق الدولي الذي ضمنته روسيا”.