نشرت صحيفة “إل باييس” الاسبانية تقريرا تحدث فيه عن مستقبل الاسلاميين، وبالأخص جماعة الاخوان المسلمين، في ظل الحملة القمعية الشرسة التي يعشونها منذ أن تم الإنقلاب عليهم من طرف الجيش المصري في 30 يونيو 2013.
وقالت الصحيفة الاسبانية واسعة الانتشار :” إن قمع السلطة لا يعد المشكلة الوحيدة التي تواجه الجماعة التي لها تاريخها في البلاد. فإضافة إلى هذه المشكلة، هناك معضلتان أخريان، تتمثل الأولى في الانقسام الداخلي المرير الذي يهدد تقسيم الجماعة. أما المعضلة الثانية، فتتمثل في إمكانية إدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفة :” قدوم الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لاقى ترحيبا ومباركة من قبل الجنرال “السلطوي والاستبدادي، عبد الفتاح السيسي، الذي جاء إلى الحكم على إثر انقلاب ضد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي”. ومن جهته، فإن ترامب الذي اعتبر أن السيسي “رجل عظيم”، يشاركه وجهة نظره التي تقوم على محاربة الحركات الإسلامية، بما في ذلك المعتدلة”.
وتابعت ” باييس” :” للمرة الأولى، لم ترفض حكوم غربية طلب السيسي، المتمثل في إدراج الإخوان المسلمين على لائحة التنظيمات الإرهابية، إذ أن البيت الأبيض بصدد دراسة هذا الاحتمال. وقد شبّه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في حديثه في مجلس الشيوخ قبل تثبيت تعيينه، حركة الإخوان المسلمين بتنظيم القاعدة”، متابعة في نقل عن عبد المجيد درديري، النائب السابق في مجلس النواب المصري قوله :” لا أعتقد أنه سيتم، في نهاية المطاف، إدراج الحركة على قائمة التنظيمات الإرهابية، لأنه ليس هناك حضور لجماعة الإخوان المسلمين على الأراضي الأمريكية”.
وتابعت الصحيفة :” في الوقت الذي يترقب فيه العالم الاجتماع بين السيسي وترامب في واشنطن في أوائل أبريل القادم، يبدو أن البيت الأبيض قد أجل البت في هذه القضية، خاصة بعد صدور تقرير لوكالة المخابرات المركزية، لا يشجع على اتخاذ مثل هذا القرار، بحجة أنه سيساهم في انتشار التطرف”، مضيفة :” هذا الجهاز قد أقر أن “الإخوان المسلمين يرفضون اعتماد العنف كسياسة رسمية، كما أنهم يعارضون منهج تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة”. وفي الأشهر الأخيرة، تبنى العديد من الخبراء نفس الموقف، واعتبروا أنه في حال استجابة الولايات المتحدة إلى طلبات السيسي في هذا الصدد، فسيضر ذلك بالعلاقات بينها وبين بلدان أخرى ينشط فيها الإخوان المسلمين أو عبر أحزاب منبثقة عنها، ويتصدرون مناصب حكومية، كما هو الحال في المغرب وتونس”.
وختمت الصحيفة الاسبانية تقريرها بالقول :” أمام هذه المصاعب والمشاكل، يواجه الإخوان المسلمون في مصر أكثر الفترات إثارة للجدل وصعوبة في تاريخها الطويل. ومع ذلك، لطالما أظهرت الحركة الإسلامية قدرة على المقاومة والتأقلم مع الوضع السائد؛ سمحت لها بأن أن “تنهض من تحت الرماد” في عدة مناسبات. وربما سيحدث نفس الشيء خلال هذه المرة، خاصة أمام عجز النظام العسكري على إدارة البلاد، فضلا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي لازالت تغرق أرض الفراعنة”.