بعد قرار الحكم القضائي الذي صدر في مصر بالإفراج عن الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، بعد 6 سنوات من اعتقالته إبان ثورة 25 يناير في مصر، وأيضا بعد القرارات التي خرجت في حق محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين، نشرت صحيفة “يدعوت أحرنوت” العبرية تقريرا تقرأ فيه الوضع في مصر.
وقالت الصحيفة :” حينما تموت الثورة في ميدان التحرير بمصر، فان الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين؛ هم فقط أعداء الدولة المصرية بزعامة عبد الفتاح السيسي؛ الذي يمكن له أن يذهب بهدوء إلى القمة العربية في الأردن؛ في الوقت الذي يعبر المصريون الغاضبون من إطلاق سراح مبارك عبر “توتير” وينشغل نحو 90 مليون مصري بلقمة عيشهم”.
التقرير الذي جاء في صيغة مقال افتتاحي ركز بشكل كبير على مسألة الإفراج عن مبارك، حيث قالت الصحيفة :” كحملة عسكرية ليلية أخرجوا بسرية تامة، الخميس الماضي، الأمتعة الشخصية، كل ما تجمع في السنوات الثلاثة من الاعتقال في القسم الأكثر حراسة بمستشفى في حي المعادي، في الصباح وصلت السيارات، وادخل حسني مبارك في سيارة إسعاف تجاوزت أزمة السير في الطريق إلى حي هيليوبوليس”، مضيفة :” هو لم يعد بالمخلوع؛ بل الرئيس السابق، الذي يعود إلى منزل منزله؛ الذي يطل على القصر الذي أدار منه مصر لثلاثين عاما، زقاق الشارع الصغير، والذي أعدوا له فيه عتاد الإنعاش وفريق من ثلاثة أطباء، أغلقوه في وجه المشاة، وفي الحاجز لن يسمح إلا بدخول من لديهم تصاريح خاصة؛ ولن يغامر احد”.
وواصلت الصحيفة :” فكروا في هذا؛ عندما يخرج رئيس عربي إلى الحرية بعد ست سنوات اعتقال، بعد أن ادخلوه في قفص من حديد وأداروا ضده “محاكمة القرن”؛ فهذا حدث غير مسبوق، فلم يسبق أن كان حاكم آخر أطيح به، حوكم في محكمة عسكرية، وطالب الادعاء العام له بعقوبة الإعدام، وتراوح قرار الحكم بين الحكم المؤبد وعشرات السنوات في السجن، وثلاثة أنظمة عسكري، ديني إسلامي وشبه مدني عالجت القضية”، مشيرة :” لم يصدق احد بأن هذا العجوز، الذي سيبلغ من العمر بعد شهرين 89 عاما؛ سيرى نور الشمس في محطات حياته الأخيرة”، لافتا إلى أن “المجلس العسكري الأعلى –عقب خلعه – عرض على مبارك العيش في شرم الشيخ، وعندما صعد الإخوان المسلمون إلى الحكم، أرسل إلى قسم مغلق في سجن طرة، وعندما طير السيسي مرسي، حظي مبارك برفع للمستوى؛ غرفة مع إطلالة على نهر النيل ورعاية طبية ملازمة”.
وأكدت الصحيفة العبرية :” المشوق ملاحظة الفوارق بين التقرير المنضبط في وسائل الإعلام المسيطر عليها في مصر وبين الصحافيين الغربيين الذين يأتون للدفاع عن الديمقراطية؛ فهؤلاء يجدون من الصواب التشديد على أن حظ مبارك لعب في صالحه جدا عندما أصبح تلميذه السيسي هو الرئيس”، متابعة :” أما أولئك في المقابل فيجدون معنى خفيا في حقيقة أن مبارك هو آخر من أفرج عنهم؛ فكل فلول حكمه ء وزراء، موظفون كانت لهم مناصب أساسية ورجال أعمال عرفوا كيف يربطوا بين المال والسلطة سبق أن عادوا إلى بيوتهم، وبالمقابل، فان آلاف الثوار الذين ملؤوا الميدان، عالقون حتى اليوم في ظروف بائسة في السجون (النظام المصري)”.
وختمت الصحيفة بالقول :” هذه بالضبط هي الرسالة التي ينطوي عليها الإفراج عن الرئيس مبارك.. فلم تعد توجد ثورة، وليس ثمة من يأخذ المسؤولية عن قتل مئات المتظاهرين”.