قال عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض للحكومة الاسلامية في المغرب وعضو مجلس النواب المغربي أن فرنسا هي التي قامت بالتدخل في شئون تونس واستعملت القوة والعنف في ذلك منع حركة النهضة الاسلامية من الاستمرار في الحكم..
وقال وهبي المستقيل يوم الجمعة الماضي من رئاسة فريقه حزبه بمجلس النواب :” فرنسا تدخلت بـ (قوة وعنف) من أجل منع حركة النهضة التونسية من الاستمرار في الحكم، بعد أن وصلت إليه عن طريق الانتخابات”، متابعا خلال قيامه بتوقيع كتاب مشترك بعنوان الفصل 47 بالرباط :” فرنسا لم تكن ترغب في أي حكومة ذات توجه إسلامي في المنطقة، وإنها حاولت منع ذلك.
وحول تجربة الاسلاميين في المغرب قال وهبي :” فرنسا سمحت للمغرب بوجود حكومة تنتمي إلى المرجعية الإسلامية،لأن المغرب بلد يعرف كيف يدبر مشاكله”.
وتابع ذات المتحدث في حديثه عن الحكومة المغربية ورئيسها المكلف عبد الإله بنكيران :” رئيس الحكومة المكلف عبد الإله ابن كيران سيقوم بتشكيل حكومته رغم كل ما يقال من وجود بلوكاج سياسي”، مضيفا :” لدي القناعة التامة بأن رئيس الحكومة المكلف سيشكل حكومته وأن الدولة لن تعيد الانتخابات”.
وواصل وهبي :” ما يحدث اليوم من تدافع سياسي اليوم هو طبيعي جدا، وأن الدعوة لإعادة الانتخابات بناء على ما يسمى (البلوكاج)، هو أمر لا يمكن لأنه مكلف سياسيا وماليا، وأن بنكيران في الأخير سيشكل حكومته”، مشيرا :” النقاش حينما يتعلق بتشكيل الحكومة فإنه لا بد أن يُضحى بحزب أو بقوة سياسية، وأن الذي سيُضحى به الآن هو (الخبار فراسكم)”.
وأتت تصريحات وهبي في الوقت الذي انتشرت فيه العديد من التحليلات بالصحافة التونسية حول تورط فرنسا في اغتيال المعارضين الياسيين بلعيد وبرهامي، وذلك بعد أن اعترف فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي بإعطائه أوامر لتنفيذ اغتيالات لصالح فرنسا بالخارج وذلك خلال كتابه “الرئيس لا يجدر أن يقول ذلك”.
وكانت حركة النهضة الإسلامية التونسية قد خرجت من حكومة الترويكا التي كانت تقود البلاد بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي، حيث عرف حكم الاسلاميين الكثير من الاعتراض خصوصا بعد القيام باغتيال معارضين يساريين واتهام الاسلاميين في تونس بالقيام بذلك.
وتحت ذلك الضغط، قامت حركة النهضة في مؤتمرها السنوي الأخير بالقيام بإعلان فصل نشاطها الديني عن نشاطها الدعوي، وهو الأمر الذي جاء حسب متابعين كعلمنة حقيقية للحركة الاسلامية، خصوصا أن هذا الأمر تم بتزكية من نداء حزب تونس، الذي يعتبر ممثل التوجه العلماني الفرنسي في البلاد وامتداد للأنظمة العلمانية التي حكمت البلاد منذ عقود عبر الرئيس المنقلب عليه بورقيبة والرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
ومازال الوضع في تونس معقد أمنيا واقتصاديا رغم انسحاب النهضة.