بعد سنوات ست كاملة مرت على الثورة السورية، قامت صحيفة “الباييس” الاسبانية بنشر تقرير حول هذه الذكرى، حيث قامت بتقديم ملخص لهذه الرحلة الدامية والمريرة، وذلك من شمال البلاد إلى جنوبها.
وقالت الصحيفة :” الطريق الرابطة بين دمشق وحلب تشهد تمركز العديد من نقاط التفتيش العسكرية؛ نظرا لأنها تمثل مسرحا لأبرز المواجهات العنيفة بين المعارضة والنظام، خاصة في كل من حمص وحماة وخناصر. وبحلول الذكرى السادسة لاندلاع الثورة السورية، التي سرعان ما تحولت إلى حرب ضروس، سلكت المبعوثة الخاصة لصحيفة “البايس”، نتاليا سانشا، هذه الطريق الرابطة بين دمشق وحلب، لتنقل مخلفات الصراع السوري”، مضيفة :” واقع الوضع المتردي في سوريا يتجلى من خلال الأنقاض المهجورة التي تهاوت في أرجاء مدينة حلب، فضلا عن حالة عدم الاستقرار والفوضى التي تخيم على مؤسسات دمشق. في المقابل، يحاول القائمون على مرافق الترفيه في كلتا المدينتين دفع السكان لاسترجاع نمط حياتهم الطبيعي”.
وعن الوضع في البلاد بعد ذلك والتغييرات التي عرفتها سوريا، قالت الصحفية الاسبانية :” في خضم هذه الأزمة، ارتفع سعر المياه المعبأة بنسبة 30 في المئة عن السعر الذي حددته الحكومة. علاوة على ذلك، تفاقمت حدة الأزمة منذ أن تم تفجير العديد من خزانات المياه، ناقلة عن شخص اسمه ماجد سائق أجرة قوله :””هل فعلا نجحت بعض الجماعات المسلحة في التغلب على الأسد من خلال تفجير قنوات المياه؟ في حقيقة الأمر، لم يتضرر الأسد أو جيش النظام من هذه الخطوة… نحن من بقينا من دون ماء. إن هذا الأمر يعدّ بمثابة عقاب للشعب السوري”.
وتابعت الصحيفة :” مقارنة بسيطة لهذه الطريق ذاتها، في الفترة الممتدة بين سنتي 2014 و2017، أظهرت التغير الجذري في مشهد البلاد. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت عملية التنقل في هذه الطريق صعبة للغاية، وتتطلب ضعف الوقت السابق. وفي الأثناء، يعدّ المشهد المؤلم الطاغي على هذه الطريق دليلا واضحا على وحشية الحرب التي شهدتها البلاد وحجم الدمار فيها”، مضيفة :” وعلى الطريق المؤدية إلى حلب، تمتد محافظة حماة المتمردة، التي لا يزال قسم كبير من أراضيها تحت سيطرة المعارضة السورية. وفي مرحلة متقدمة من هذه الطريق، تقع مدينة خناصر، التي تحولت في خضم هذه الحرب إلى موقع استراتيجي لجميع الأطراف المتورطة في الحرب السورية”.
أما عن نهاية الطريق فقالت الباييس :” نهاية هذه الطريق توجد فيها مدينة حلب، التي يعاقب سكانها بسبب مقاومتهم ورفضهم مغادرة المدينة. وبمجرد الدخول للمدينة، يتجلى حجم الدمار الهائل الذي خلفته الهجمات المتواصلة والمتتالية. ونظرا لانتشار أنقاض المنازل والبنايات في كل مكان، أصبح من الصعب على السكان التحرك بين أرجاء المدينة والعودة إلى منازلهم بسهولة. وفي الوقت ذاته، لا تزال علامات الصراع الدموي حاضرة بوضوح في مختلف الأحياء التي كانت عرضة لهجمات عنيفة في الفترة الأخيرة”.