قامت صحيفة “صانداي تايمز” بنشر تقرير تحدثت فيه على أن زوجات “تنظيم الدولة” يقمن بتعويض الخسائر البشرية عبر الإنجاب والنمو الديموغرافي.
وقالت الصحيفة :” في عيادة الدكتورة فاطمة خليل للنساء والتوليد في مدينة الموصل شمال العراق، ما يجمع النساء الزائرات هو شيء واحد، وهو أنهن منقبات ومسلحات، وكلهن راغبات بشدة بأن يحملن في بطونهن أجنة”، مضيفة :” في ظل لوحة طبيعية من الزهور معلقة في الغرفة، كن يخلعن النقاب، ويضعن الكلاشينكوف جانبا، ويطلبن من الطبيبة المساعدة في الحمل، والنساء الزائرات لسن من المدينة فقط، بل من أنحاء العالم كله”.
وتابعت الصحيفة في نقلها عن خليل: ” جاءت إلي الكثير من نساء تنظيم الدولة، بريطانيات وفرنسيات وروسيات، كن يطلبن المساعدة بالحمل” حيث قالت الصحيفة :” تحدثت إليها من شقة، حيث هربت بعد طرد مقاتلي التنظيم من الجزء الشرقي من المدينة”، ثم قالت :” شاهدت امرأة شابة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره الشهور، وقالت: (هذا ولدي، إنه شبل من أشبال الخلافة)، وكنا نعرف أنهم يحاولون زيادة عددهم”.
وواصل التقرير حديثه بالقول :” هناك ملصقا باللغة الإنجليزية عن أدوية تساعد على الخصوبة معلق على جدار العيادة، لافتة إلى أنه على خلاف النساء المحليات، فإن النساء الأجنبيات كن يحضرن مجتمعات ومسلحات بالكلاشينكوف، وكان العلاج مجانيا نظرا لكونهن مسؤولات كبيرات في “الخلافة”، ويحصلن في هذه الحالة على الرعاية الصحية المجانية”، متابعا :” كان لنساء تنظيم الدولة كلهن الحق في إطلاق النار في أي وقت، فكلهن يحملن السلاح في حقائبهن وجيوبهن، وكنت خائفة، فالأجنبيات يطبقن القوانين 100% أكثر من النساء المحليات”، منوهة إلى أنها كانت تخاف كل يوم من حضورهن، خاصة أن عدم رضا بعضهن عن العلاج كان يعني الموت، وتضيف خليل: “كنا نعرف أن الجهاديين قادرون على ذبحنا، وحاولت ذات مرة علاج امرأة لم تكن قادرة على الحمل ولم أنجح، وتم استدعائي إلى مكتب الأمن لدى تنظيم الدولة، وسئلت إن كنت أحاول منع حملها قصدا، وكنت خائفة، لكنني نفيت ذلك وتم إخلاء سبيلي”.
ونقلت الصحيفة أمورا أخرى كقولها :” نحن طبيبات محترفات، والإنسانية تتقدم على كل شيء وليس هناك تمييز”، لافتة إلى أن الطبيبات اللاتي يتحدثن اللغة الإنجليزية بطلاقة استطعن إنقاذ أرواح الكثيرات، خاصة أن معظم الفتيات كن يضعن المواليد لأول مرة، وكن شابات ولا يعرفن إلا القليل من اللغة العربية”، مضيفة :” قبل أربعة أشهر، جاءت فتاة بريطانية، وكانت في سن الـ24 عاما، وكانت شقراء وزرقاء العينين وفي المرحلة الأخيرة من الحمل، لكن سبق أن أسقطت حملها قبل ذلك، وتحدثت إليها وحاولت استخدام محرك البحث (غوغل) لترجمة بعض الكلمات العربية على هاتفها النقال”.
وواصلت الصحيفة :” واحدة قالت إنه تم استغلالهن جنسيا، وكن في حالة من البكاء، وتوسلن لنا ولم يكن هناك ما يمكننا عمله، ولم يكن لدينا الكثير للمساعدة، وكنا خائفات أنهم (الجهاديين) يحاولون خداعنا، وأنهن يكذبن وكان هذا يعني ذبحنا”.