عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية المعين إلى خرجاته للجدل، بعد أن قام مهاجمة “من اغتنوا في المغرب” والذي يرفضون في نفس الوقت منح الفقراء القليل من ما كسبوا ناسين الطبقات الهشة من المجتمع.
رئيس الحكومة المغربية استهل كلمته في المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعادلة الاجتماعية بمجلس المستشارين بالبيت الشعري المعروف لأبي القاسم الشابي والذي قال فيه :” إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر”.
وقال بنكيران: “الشعوب ستنال حقوقها مهما كانت الظروف، ومهما طال الزمن”، وهي إشارة إلى الذكرى السادسة لحركة 20 فبراير والتي قادت العديد من الإصلاحات الدستورية في المغرب، مضيفا :” الأقوياء يكنزون لأنفسهم الثروة وتبقى الفئات الأخرى تحتج وتنتفض، بينما فئات أخرى لا تجد سبيلا للاحتجاج والمطالبة بحقها من الثروة ولا يسمع صوتها، وهم في الغالب من سكان البوادي، رجال الأعمال والنخب الغنية أول من يجب أن يبادروا للحوار الاجتماعي لتتمكن الفئات الضعيفة من أخذ نصيبها من الثروة”.
وتحدث بنكيران عن بعض تلك النخب حيث قال :” أنا أستغرب من النخب المستفيدة من الثروة الوطنية والتنمية التي تنادي بالإصلاح وتؤيد فكرة القيام بالإصلاحات وتدعي مناصرتها لقضايا المستضعفين، لكن في المقابل ترفض أي إصلاح يدفعها للتضحية بقليل من الثروة التي راكمتها”، متابعا :” الجميع يريد الإصلاح وإيجاد الحلول للمعضلات الاجتماعية لكن في المقابل لا أحد يريد التضحية بقليل مما عنده”.
كما دعا بنكيران رجال الأعمال والثروة إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها حيث قال :” آن الأوان أن نرد بعض الشيء لصالح الفئات الضعيفة في هذا المجتمع”.
وجاء حديث بنكيران بعد رسالة من الملك محمد السادس إلى المشاركين قام فيها بتثمين اختيار موضوع مأسسة الحوار الاجتماعي حيث قال: “التفكير في الموضوع مثل استمرارا منطقيا لنتائج عملكم التي أثمرت إعلان الرباط للعدالة الاجتماعية، وهو الإعلان الذي أدرجه الاتحاد البرلماني الدولي ضمن الوثائق المرجعية، برسم الفترة الممتدة من سنة 2017 إلى منتهى سنة 2021″، مضيفا :”شكل مبدأ ومنهجا، دعونا إليه منذ اعتلاء عرش أسلافنا المنعمين، مختلف أطراف علاقات العمل وذلك باعتماده، ومأسسته، بوصفه اختيارا استراتيجيا لبلادنا التي أقرت منذ دستور 1962 بالطابع الاجتماعي لنظام الملكية الدستورية”.
واعتبر متتبعون أن عبد الإله بنكيران قام باستغلال هذه المناسبة من أجل الضغط على خصومه الذين يرفضون حتى الساعة تسهيل عملية تشكيل الحكومة المغربية وهو ما جعله يعدد بالعودة إلى المؤسسة الملكية.
ويعاني بنكيران أمين عام العدالة والتنمية من مشاكل عديدة في تشكيل الحكومة المغربية حيث لازالت العرقلة قائمة بسبب اضطراره التحالف مع عدد من خصومه من الأحزاب الإدارية المعارضة للإسلامين، حيث يرفض بنكيران مبدأ ادخال حزب عنوة إلى الحكومة، مشيرا إلى حزب الإتحاد الاشتراكي اليساري.