دعا سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني خلال الاجتماع الذي جمعه بمارين لوبين، زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية (اليمين المتطرف) إلى عدم الخط بين الاسلام والمسلمين من جهة والإرهاب والتطرف من جهة أخرى، مؤكدا أن الإرهاب لا دين له.
الحريري وفي بيان أصدره مكتبه في حضور لوبين قال :” الخطأ الأكبر هو الخلط الطائش الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية”، مضيفا :” اللبنانيين والعرب كما بقية شعوب العالم ينظرون إلى فرنسا على أنها بلد المنبع لحقوق الإنسان وفكرة الدولة التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طبقي”.
وشدد ذات المتحدث، وهو الذي يعتبر ممثل الطائفة الإسلامية السنية في البلاد :” المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب المتستر بلباس الدين بينما هو في الواقع لا دين له، وأن المسلمين المعتدلين الذين يشكلون الغالبية الساحقة من المسلمين في العالم، هم أول هدف للإرهاب المتطرف باسم الدين، لأنهم في الواقع أول المواجهين له”.
أما لوبين ومن جهتها دعت إلى تعاون بين لبنان وفرنسا من أجل مكافحة ما أسمته “الإرهاب الاسلامي” وذلك عقب لقاء لها بالرئيس اللبناني ميشيل عون في قصر الرئاسة، حيث كان اللقاء قد ناقش ملف المهاجرين السورين النازحين إلى لبنان.
زعيمة الجبهة الوطنية قالت في اجتماع له استمر لحوالي 30 دقيقة بالقصر الرئاسي قالت :” تطرقنا إلى الصداقة الطويلة والمثمرة بين بلدينا”، واعتبرت أن لبنان يمكن أن يكون لاحقا “قوة توازن إقليمية” مضيفة حول لقائها مع الحريري :” لدينا خلافات حول عدد من النقاط وهذا لا يفاجئ أحدا، وربما هي مرتبطة بالوضع الجغرافي لكل من بلدينا”، مضيفة: “من الطبيعي أن يدافع كل منا عن مصلحة بلاده”، متابعة :” عرضت تحليلي الخاص: لا يبدو في الوضع الراهن أن هناك حلا قابلا للاستمرار خارج هذا الخيار بين (الرئيس السوري) بشار الأسد من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى،الخيار الأول يشكل حلا أكثر طمأنة بالنسبة إلى فرنسا هي سياسة الأسد الواقعية.
هذا وزارت لوبين لبنان في زيارة تدخل ضمن الزيارات القليلة التي تعد على رؤوس الأصابع التي جمعتها بمسئولين أجانب، والتي كان منها زيارتها لمصر حيث التقت برئيس الوزراء المصري آنذاك محلب، كما أنها من المنتظر أن تلتقي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأيضا بطريرك الطائفة المارونية بشارة الراعي بالإضافة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع.
هذا وترصد تقارير صحفية قدرة لوبين على الدخول إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية في شهر ماي المقبل، وذلك لتبينها مشروعا يمينيا قويا يطالب بتحرير فرنسا من الارتباط بأوروبا وطرد المهاجرين سواء السود أو العرب أو المسلمين.