أعلن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية المعين وأمين عام حزب العدالة والتنمية بشكل صريح أن مفاتيح تشكيل الحكومة المغربية من عدمه، هو في يد الملك محمد السادس المتواجد في زيارة إفريقية يعيد بها امتداد بلاده داخل القارة السمراء، بعد أن عاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في المؤتمر الأخير.
بنكيران وفي لقاء مع اللجنة المركزية لشبيبة العدالة التنمية أكد أنه ينتظر نهاية الجولة الملكية بإفريقيا حتى يعرف هل سيتم تشكيل الحكومة المغربية من عدمه مضيفا :” الوقت لا يحتمل المزيد من الانتظار، وأنتظر عودة جلالة الملك من جولته الأفريقية لأضع بين يديه الحكومة في حالة تشكيلها أو إخباره بالصعوبات التي اعترضتني”، ثم متابعا :” المشرع الدستوري لم يترك خيارا آخر سوى العودة للانتخابات، في حال فشل الحزب الأول في تشكيل الحكومة”.
وأفاد بنكيران :” الشعوب والحركات والتجمعات تعيش في أغلبها مسارات عادية، ولكن في بعض الحالات تعيش حالات حرجة، وفي هذه الحالة وجب التوقف للتساؤل والتصحيح والقيام بما يجب أن يكون”، متشهدا بمجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال :”على الجميع أن ينظروا في السيرة النبوية، وكيف أن مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم عاش مسارات عادية مزهرة كما عاش أيضا مسارات حرجة، كهزيمة أحد وصعوبات في حنين وحصار شعب أبي طالب، إلى غير ذلك من الأمثلة، الإصلاح في المجال السياسي هو محاولة تنمية البلد بقيام كل منا بعمله بالوجه الصحيح، هذا الإصلاح الذي لا ينكره أويحاربه الطرف الآخر، بقدر ما يزعجه أن يكون على أيدي أبناء الحزب، ولهذا يعرقلون أو يقومون بكل هذه المناورات التي لم تنته لحد الآن”.
وتابع بنكيران هجومه على خصومه بسبب عرقلتهم لتشكيل الحكومة المغربية حيث أفاد :” تأخر تشكيل حكومته الثانية ليس في صالح البلاد، ويربك مسارها، ليس من المعقول بالنسبة لدولة تتقدم وتشعر بأنها في حالة جيدة وتعلن ذلك، ثم تأتي المناورات لتربك المسار وتعطل تشكيل الحكومة، فهذا ليس في صالح الوطن، هناك حسابات أخرى ومصالح أخرى ولوبيات لا تريد أن تعترف بالإرادة الشعبية، وهذا في النهاية يسبب الخسران للوطن”.
وتطرق بنكيران لجديد المفاوضات حول تشكيل الحكومة المغربية حيث قال :” وقع بيني وبين أخنوش والعنصر كلام مؤخرا وأنتظر جوابهما وأتمنى أن يكون الجواب في اتجاه حل مشكل تشكيل الحكومة”، ثم زاد :” بعد ما شكل حزب الاتحاد الدستوري تحالفا مع حزب التجمع الوطني للأحرار وشكلا فريقا برلمانيا واحدا في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، قلنا ليس مشكلا أن يلتحق الاتحاد الدستوري بالحكومة”.
وحول سبب هذا البلوكاج أكد بنكيران أن المشكل هو إصرار الاتحاد الاشتراكي اليساري دخول الحكومة حيث قال :” لا يجب أن يهان الشعب المغربي بهذا الطريقة بفرض حزب معين على الحكومة، لن نقبل أشياء غير معقولة من هذا القبيل، لأن المواطنين المغاربة استأمنونا على أصواتهم وصوتوا علينا لنقود الحكومة، ولا يمكننا إهانة الشعب المغربي أو أن لا نحترم إدراته الحقيقة ونخيب أمله في تكوين هذه الحكومة”.