اعتبر يحيى اسماعيل، أمين عام جبهة علماء الأزهر أنه لا يمكن الحديث عن صراع بين نظام عبد الفتاح السيسي وبين الطيب شيخ الأزهر، وذلك لأن المؤسسة الأزهرية هي جزء لا يتجزأ من النظام المصري.
وقال ذات المتحدث في حوار صحفي مع أحد المواقع العربية :” لا يوجد صراع بين السلطة والأزهر الرسمي؛ لأن شيخ الأزهر رجل دولة، ويعمل ما فيه مصلحة الدولة، فالأزهر جزء من النظام، وميزانيته من ميزانية الدولة، وليس له أية استقلالية، لعلها تكهنات صحفية، و”فرقعات” إعلامية، ليس أقل ولا أكثر”.
وقال ذات اسماعيل معلقا على المشكل الذي حصل بين النظام المصري وبين الأزهر بسبب رفض الأخير عدم الإعتداد بالطلاق الشفهي :” ما يحدث هو تجديد لمحاولات سابقة من السلطة للتدخل في شؤون الأزهر، حيث استطاع بابا الأقباط السابق شنودة أن ينفذ لقلب الرئيس الراحل أنور السادات بعد حرب 1973، ويوهمه أن تيسير أمر الطلاق وراء خراب البيوت في مصر، وكاد أن يصدر ما كان يسمى بـ”قانون جيهان”، وكان ينص على أن الزواج بالثانية يعد إضرارا بالأولى، وعند وقوعه تستقل الشقة، وأن الطلاق لا يقع إلا أمام القاضي. وكاد أن ينجح في ذلك، لولا وقفة الإمام محمد الغزالي، التي كلفته منصبه وعمله في مصر، ما دفعه إلى الخروج منها”، مضيفا حول بيان هيئة كبار علماء الأزهر الذي صدر بعد ذلك :” يان الهيئة هو بيان كاشف للحقيقة، وليس مؤسسا لها، فالحقيقة أن الطلاق مرتان، وفق الشرع، وشيخ الأزهر أستاذ منطق وليس أستاذ فقه، ولا يمكنه إصدار فتوى بهذا الصدد، وقد أبرأ كبار علماء الأزهر إلى الله، وأدوا ما عليهم”.
واعتبر المتحدث أن الحديث في هذه الواقعة لا بأس به رغم صمت علماء الأزهر عن انتهاكات أعظم حيث صرح :” العجز لا يبرر العجز، فكونهم عجزوا أو صمتوا في مواقف كان يجب أن يتحدثوا فيها؛ لا ينبغي أن يستمروا صامتين في غيرها إن استطاعوا الكلام. وهم يسألون عن الصمت تجاه ما يحدث من مجازر بحق المسلمين في طول الأرض وعرضها.. هذا تقصير بلا شك، والمؤسسات تُحمد بأسباب، وتذم بأسباب، وليس هناك معصوم”.
وعلق إسماعيل على دعاوى وجود ما يعدو للرجعية والعنف في مناهج الأزهر عبر القول :” شيخ الأزهر أحمد الطيب، وعبدالحليم محمود، ومن سبقهم من علماء ومشايخ الأزهر، هل دعوا إلى الإرهاب.. إن جميع العلماء الذين رضي عنهم النظام، ورضوا عنه؛ كلهم خريجو هذه المناهج، فمن أين جاءهم الإرهاب؟
إن الإرهاب يأتي من محاربة الإسلام، وتجفيف منابعه، ومن فتح أبواب الأزهر لكل من هب ودب، وفي هذا محاولة لتقطيع أوصال الأزهر.
وهذا الافتراء تجنٍّ على رسالة الأزهر، وليس تجنيا على الموظفين. وهناك فرق بين أزهر الرسالة، وأزهر الموظفين، فأزهر الموظفين الذين يحرصون على عروض الدنيا على حساب دينهم، ويسكتون عن الحق، ويخرسون عند النوازل؛ فهذا ليس جناية عليهم، وأما أزهر الرسالة؛ فهو كما هو، له رجاله، وأعلامه، ومن الجناية والجرم لهم أن يرموا بهذه النقائص وهم أحياء يرزقون.