اعتبر راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية أن مسألة عدم حل مشكل الأزمة الليبية، سيجعل منطقة شمال أفريقيا كلها قابلة للإشتعال، مفيدا أن وساطات انطلقت من الجزائر وتونس ومصر من أجل احتواء هذه الأزمة التي تعيش فيها ليبيا منذ اندلاع الثورة الليبية التي قامت بإسقاط رأس “العقيد معمر القذافي”.
الغنوشي وفي لقاء مع مع صحيفة “الخبر” الجزائرية تحدث فيها عن الواقع الليبي :” الأزمة الليبية في الوقت الحالي تمثل التحدي الأمني الأكبر للمنطقة، ليبيا بقدر ما تحمل آفاقا تنموية كبيرة للمنطقة، بقدر ما تحمل أخطارا كبيرة” مضيفا بلهجة تحذيرية شديدة :” إذا لم يتم إطفاء الحريق الليبي بشكل سريع فإن كل المنطقة معرضة للخطر”.
وتحدث الغنوشي عن المبادرة التي تقودها بلاده برفقة الجزائر ومصر من أجل إيجاد حل حيث قال :” المبادرة الجزائرية التونسية والمصرية يمكن أن تمثل إطارا للحل، وتحمل آفاقا له، باعتبار أن هذه الدول لم تتعاون من قبل لحل الأزمة” مضيفا:” اجتماع هذه الإرادات الثلاث على حل الأزمة والتصالح والوئام هو أمر مبشر، كما أنه هنالك ضرورة على أن تتضاعف كل الجهود الرسمية والشعبية لحل الأزمة في ليبيا”.
وتطرق الغنوشي إلى مجهوده الفردي في حل الأزمة الليبية حيث يعتبر من المساهمين في هذا الأمر، فأفاد رئيس حركة النهضة التونسية :” نحن نقوم بكل ما بوسعنا باعتبار العلاقات التي نتوفر عليها مع الإخوة في ليبيا، على كل المستويات، سواء على مستوى الإسلاميين أو على مستوى النظام القديم” مضيفا :” هنالك اجتماع سيعقد قريبا بتونس لكل من وزراء خارجية الجزائر وتونس ومصر “ليمهد، إذا سارت الأمور كما هو مأمول ومنتظر، للتتويج بقمة تعقد في الجزائر بين الرؤساء الثلاثة”.
وحول مشاركة مصر في هذه المصالحة الليبية، قال راشد الغنوشي أن القاهرة ستكون مستفيدة بشكل كبير في إطفاء الحريق الليبي حيث قال مفسرا لذلك :” مصر هي الأخرى متضررة من الأزمة الليبية، باعتبار أن “عددا من رعاياها ذبحوا في ليبيا، وعددا كبيرا من اليد العاملة المصرية، ما يقارب المليون، غادروا ليبيا وعادوا إلى مصر”، مستطردا :” لا أعتقد أن لمصر أو لأي طرف آخر مصلحة في أن تستمر الأزمة في ليبيا، عدا من يريد أن يبيع السلاح، وأعتقد أن مصلحة دول الجوار العربي لليبيا في إنهاء الأزمة وعودة الاستقرار وليس العكس”.
هذا وكانت مصر قد أعلنت بشكل مباشر عبر رئيس النظام عبد الفتاح السيسي دعمها لخليفة حفتر، الجنرال الليبي الذي قاد هو الآخر انقلابا عسكريا، من أجل السيطرة على الحكم بعد مقتل معمر القذافي.
في الوقت الذي لازالت الحكومة الشرعية المعترف بها من طرف الأمم المتحدة تجد سيطرة في تحقيق وفاق وطني في ظل الوضع المشتعل في ليبيا.