قامت صحيفة لوفيغارو الفرنسية بنشر تقرير قامت من خلاله بتسليط الضوء على المملكة العربية السعودية وأحوالها في الوقت الحالي بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز لشئون المملكة منذ حوالي سنتين تقريبا.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” الملك سلمان ما زال وفيا لصورة الحاكم البراغماتي، فهو يتأقلم مع تغيرات الوضع الداخلي والخارجي، ما يؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على مستقبل العائلة الحاكمة في دولة تترنح بين نظام ليبرالي تارة، ومحافظ تارة أخرى”، مضيفة :” أول تغيير أحدثه الملك سلمان كان خلال الربيع الماضي، بعد أن حدّ من صلاحيات الشرطة الدينية، التي تسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهذه الشرطة لن تتدخل في شؤون المواطنين السعوديين، ولا حتى في شؤون الأجانب، فقد أصبح محظورا عليها القيام باعتقالات أو حتى طلب بطاقة الهويّة”.
تحدثت الجريدة على الشأن الديني السعودي حيث قالت:” الملك سلمان أحدث تغييرا جذريا داخل هيئة كبار العلماء خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث عزّز تركيبة المجلس بأشخاص قيل عنهم إنهم إصلاحيون”، مضيفة :” يئة كبار العلماء تعدّ من أقوى المؤسسات في السعودية، وجلّ أعضائها من المحافظين”.
وتحدثت الصحيفة عن الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي حيث قالت :” محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع، وجه تحذيرا مباشرا للعلماء الذين عارضوا برامجه الإصلاحية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، والتي تمتد إلى سنة 2030″ مضيفة :” تحذيرات الأمير محمد بن سلمان، كانت خلال دعوته لفتح دور للسينما ومراكز للترفيه، حينما قال سينال كل من يدعم ويدعو إلى العنف عقابا قاسيا”، ثم أضاف: “لم يبق من هيئة العلماء سوى قلة قليلة من الدغمائيين “.
لكن وحسب الصحيفة الفرنسية هذه التحذيرات لم تلقى آذان صاغية، حيث قالت :” لكن يبدو أن طموحات الأمير الشاب تحولت إلى سراب بعد فتوى أصدرها كبير العلماء ومفتي الديار السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي أفتى بأن “دور السينما والحفلات الغنائية تساهم في نشر الفساد والانحطاط الأخلاقي، وليست سوى طريق نحو الإلحاد”، مضيفة :” المهندس عمرو المدني، الذي صرح لصحيفة محلية بأن المغني السعودي، محمد عبده، سينظم في القريب العاجل حفلة غنائية في مدينة جدة، المطلة على البحر الأحمر. وستكون هذه الحفلة استثناء داخل دولة دينية تجبر الدبلوماسيين الأجانب على التخفي إذا أرادوا تنظيم حفلات ليلية”، لكنها استدركت بالقول :” لم يمر الإعلان عن السهرة الغنائية مرور الكرام على دار الإفتاء، بعد أن انتقد المفتي، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، تنظيم هذا الحفل، قائلا: “لا أرى أي منفعة من تنظيم هذه الحفلات”.
كما سلطت الضوء على بعض المشاكل الداخلية بين الأسرة المالكة حيث قالت :” هنالك خلافات حادة بين كل من الأمير محمد بن سلمان وأمراء آخرين من العائلة المالكة، فقد احتج أميران سعوديان مؤخرا على توجهات محمد بن سلمان التي وجدت صداها لدى الملك. ومن بين هذه القرارات، التدخل العسكري للمملكة السعودية في اليمن منذ نحو سنتين”.