قالت تقارير صحفية أن اجتماعا كان قد جمع داخل السفارة الإماراتية في تونس بين ديبلوماسي إماراتي كبير ورضا بلحاج، أحد المؤسسين لجبهة الإنقاذ التونسية، والقيادي السابق في حزب نداء تونس، حيث قام الأخير بالمطالبة بمواجهة حزب النهضة الاسلامية عبر دعم مادي قادم لأبو ظبي، التي تعتبر العاصمة الداعمة للثورات المضادة ضد الحركات الاسلامية في العالم العربي بعد الثورات التي عرفتها العديد من الدول العربية، والتي أطاحت بالعديد من الرؤساء العرب.
وكشف محضر تم تسريبه بعيد الاجتماع، أن بلحاج قام بإخبار ديبلوماسي إماراتي بأن تجربة حزب نداء تونس، انتهت بشكل كامل، وليس هنالك أية امكانية من أجل توحيده من جديد، وذلك للإنقسامات الكثيرة والمتتالية التي عاشها الحزب بعيد الوصول لكرسي الحكم بعد إزاحة الاسلاميين، معتبرا أن الحزب السياسي الوحيد الذي حافظ على تماسكه لم يكن سوى حزب النهضة الاسلامي، والذي اعتبره ذات المتحدث القوة السياسية الأكبر في البلاد في الوقت الحالي.
وقال بلحاج حسب المحضر دائما :” من المتوقع أن يكتسح النهضة الانتخابات المقبلة في حال عدم تدارك الوضع والعمل على بعث قوة سياسية جديدة تخلق التوازن مع النهضة في المشهد السياسي التونسي”، مضيفا :” “جبهة الإنقاذ التي أسستها عدة أحزاب أهمها حزب مشروع تونس بقيادة محسن مرزوق و”الاتحاد الوطني الحر” الذي يقوده سليم الرياحي هي الجبهة السياسية الوحيدة التي من الممكن أن تخلق هذا التوازن المنشود مع حركة النهضة في الظرف السياسي الراهن” على حد قوله.
وتابع ذات المتحدث أثناء لقائه بالشخصية الإماراتية التي لم يتم الكشف عن هويتها :” الجبهة هي أيضا الجهة السياسية الوحيدة في تونس التي من ممكن أن تتفاعل إيجابيا مع السياسات الإقليمية الإماراتية في المنطقة وبشكل خاص في ليبيا”، مطالبا الإماراتيين بالدعم المالي أولا، ثم بعد ذلك الدعم على المستوى الاعلامي، والذي سيكون كفيلا بالحد من الانتشار السياسي الكبير للإسلاميين، الذين لازالوا متماسكين رغم الضربات الكثيرة والموجعة التي تلقوها منذ حكومة “الترويكا”.
وأكد بلحاج في ذات الاجتماع :” الأطراف المكونة لهذه الجبهة تعاني من صعوبات مادية بما في ذلك رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي المعروف بثرائه”.
وكانت عدد من الأحزاب السياسية التونسية قد أعلنت في الثاني عشر من شهر يناير الماضي تشكيل جبهة الإنقاذ التونسية والتي ضمت العديد من الطوائف السياسية المعارضة بشكل أساسي لوجود الاسلاميين على الساحة السياسية، وضمت جبهة الإنقاذ كل من :” أحزاب “الوطني الحر” وحركة “مشروع تونس” والمنتمين للهيئة التسييرية لحركة “نداء تونس” والحزب الاشتراكي و”العمل الوطني” الديمقراطي والثوابت”.
وكانت الإمارات العربية المتحدة، والتي تعتبر الممول الأول للأنظمة العربية المعلنة للعداء للإسلاميين، خصوصا شبكة الاخوان المسلمين، قد دعمت في وقت سابق حزب نداء تونس، والذي كان تجمعا لعدد من القوى الليبرالية واليسارية والعلمانية التي اجتمعت من أجل مواجهة الاسلاميين الذي تتزعمهم جبهة النهضة بقيادة الشيخ راشد الغنوشي، إنا أن انقساما كان قد واجه حزب نداء تونس بعد أن قام الرئيس الحالي الباجي القايد السبسي بالتحالف مع النهضة ولم يقم بإقصائها سياسيا، كما كانت ترغب العديد من الأطراف.