قال الروائي المصري علاء الأسواني، صاحب رواية “عمارة يعقوبيان” أن تحصل على تقرير سري تم تسريبه من جهاز أمني، يتحدث عن الطريقة التي يدير بها جهاز المخابرات المصرية الداخلية إعلاميا من أجل التعامل مع المتغيرات السياسية في الوقت الحالي، قبل أن يستدرك بأن هذا التقرير هو من “وحي خياله” وهو ما كان قد لجأ إليه في العديد من المقالات السابقة.
التقرير الذي كتبه الأسواني لقي تفاعلا كبيرا من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد من المعلقين أن ما كتبه الأسواني هو فعلا حقيقي ويحدث فعلا، ولكنه قال أنه خيالي، لتجنب التحقيقات مع المؤسسات الأمنية في مصر، والتي تراقبه وتتربص به بشكل كبير وتراقبه ليل نهار، وذلك لأنه أصبح يجاهر بمعارضته لعبد الفتاح السيسي ونظامه بعد أن كان في الأمس القريب من أشد المؤيدين له بعد الإنقلاب العسكري في 30 يونيو.
وجاء التقرير كمكالمة بين مدير إدارة الإعلام ونائب الرئيس في ذات الجهاز، حملت عنوان ” مقترحات إدارة الإعلام من أجل التعامل مع المتغيرات السياسية”، حيث بدأ التقرير بالقول :” بالأمس عقدت مع زملائي في إدارة الإعلام اجتماعا لتقييم العملية، وكان رأيي أن العبرة في أي تسريبات ليس بمضمونها، وإنما بطريقة تقديمها، إذ إن معظم المشاهدين لن يلتفتوا كثيرا لما ورد في المكالمات، وإنما سيتبنون وجهة نظر المذيع، وسيقتنعون بالاتهامات التي يوجهها، دون الحاجة للتدليل عليها”، مضيفا : “لقد وردت إلينا تقارير عدة تؤكد أن صورة البرادعي قد اهتزت عند الرأي العام بفضل التسريبات، وأقترح تكرار عملية تسريب المكالمات الخاصة مع العناصر الإثارية، التي تتبنى التحريض ضد الدولة، ولم نتمكن من تقديمها للمحاكمة حتى الآن”.
وحول موجهة الغلاء، كتب الروائي المصري :” تستمر موجة الغلاء بعد قرار تعويم الجنيه لدينا تقارير عن حالة غضب تتزايد بين المواطنين، ونقترح حملة إعلامية مكثفة يشترك فيها متخصصون متعاملون مع الجهاز، بهدف توعية المواطنين بأهمية الإصلاح الاقتصادي، وبث الطمأنينة فيهم، بالحديث عن الرخاء المرتقب بإذن الله”، مضيفا :” “كما نقترح ظهور الرئيس السيسي إعلاميا في عدة مقابلات مع مواطنين بسطاء، كأن يتناول مثلا وجبة الإفطار مع أسرة فقيرة، أو يتناول وجبة الغداء (فول وطعمية) مع العمال في أحد المشروعات العملاقة (سيتم اختيار هؤلاء المواطنين، وتدريبهم بواسطة الجهاز)، وذلك لبث الإحساس لدى المصريين بأن الرئيس يتضامن معهم في ظروفهم المعيشية الصعبة”.
وتحدث التقرير الخيالي للأسواني عن جزيرتي تيران وصنافير التي باعها السيسي للسعودية عبر القول :” القيادة السياسية اتخذت قرارها النهائي بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية”، اقترح التقرير “استضافة أساتذة جامعات وخبراء استرتيجيين ونجوم سينما ولاعبي كرة قدم مشهورين من المتعاونين مع الجهاز، لتأكيد سعودية الجزيرتين، وإعلان ثقتهم المطلقة في حكمة الرئيس، ووطنيته”.
ليس هذا فقط، فالتقرير تحدث أيضا عن عملية إشعال الرأي العام عن طريق مواضيع جانبية حيث جاء في خيال الكاتب :” في وسط هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، نقترح شغل الرأي العام بقضايا بعيدة عن السياسة، وقد أصدرنا تعليمات للسيد “…”، رئيس نادي “…” الرياضي، بافتعال معارك مع شخصيات رياضية يهددهم فيها بكشف فضائحهم، وفي الوقت نفسه أصدرنا تعليمات لمعدِّي البرامج الحوارية بإثارة قضايا جدلية مثل ممارسة الجنس دون زواج، وزنا المحارم، وتأثير السحر والجان على القدرة الجنسية”، مضيفا :” أصدرنا تعليمات لشيوخ السلفية بإصدار فتاوى غريبة تشغل الرأي العام مثل (هل تعتبر خادمات المنازل شرعا من ملك اليمين؟ وهل يبيح الشرع ممارسة الجنس معهن؟ وهل تجوز مصافحة الشيعي والبهائي والمسيحي وإلقاء السلام عليهم؟”.