يبدو أن “الحب السياسي” الذي كان قد نشأ بين حزب الاستقلال المغربي وحليفه حزب العدالة والتنمية الاسلامي، بدأ في الخفوت بعد أن حسم أمر عدم مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المغربية القادمة، وذلك بعد أن اختلف الحزبان في مسألة اختيار رئيس البرلمان المغربي والذي تم انتخابه منذ أيام.
جريدة العلم الناطقة باسم حزب الاستقلال، قالت أن حزب العدالة والتنمية تعامل بطريقة وصفتها بـ “الفجة” مع حزب الاستقلال، وهو ماجعل الحزب ينسحب من جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، تجنبا لتزكية الغموض على حد وصفها.
وأضافت الجريدة :” حزب “الاستقلال” قرر دعم مرشح “العدالة والتنمية” إن “حصل فعلا ذلك”، لكن “الذي حدث أن قيادة (العدالة والتنمية) لم تتصل بقيادة حزب (الاستقلال) إلا قبل ساعتين من بداية جلسة انتخاب رئيس المجلس، لكن قيادة العدالة والتنمية “أبلغتها بأن فريق (العدالة والتنمية) سيصوت بالورقة البيضاء، وهو الأمر الذي رفضته القيادة الاستقلالية”.
وأفادت الجريدة التي عبرت عن امتعاض الحزب من ما قام به الاسلاميون :” رفض حزب الاستقلال لمقترح “التصويت بالورقة البيضاء”، راجع إلى أن “الأمر أولا يتعلق بتنسيق سياسي وليس بإعطاء تعليمات وتبليغ قرارات قصد التنفيذ بانضباط كامل”، مضيفة :” عبر أعضاء الفريق الاستقلال عن امتعاضهم لهذا التصرف المثير الذي أقدمت عليه قيادة العدالة والتنمية”، متابعة :” الفريق الاستقلالي عبر عن تخوفه من أن “يكون الأمر يتعلق بصفقة سياسية ارتأى رئيس الحكومة أنها الصيغة الوحيدة المتبقية له للنفاذ بجلده في مسار مشاورات تشكيل حكومة ستوديو مشوهة”.
وعن توجه حزب “الميزان” في اختيار رئيس البرلمان، قالت الجريدة :” الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية قرر عدم تزكية الأمر الواقع الذي سعى البعض إلى فرضه في ما يتعلق بانتخاب رئيس مجلس النواب”، مسجلة :” كان لافتا جدا بالنسبة للفريق الاستقلالي ولقيادة الحزب الطريقة الفجة التي تعاملت بها قيادة حزب (العدالة والتنمية) في هذا الصدد”.
وأضافت الجريدة الرسمية لحزب الاستقلال الذي يعتبر من أحزاب الحركة الوطنية في المغرب :” انتظرت القيادة الاستقلالية من نظيرتها في (العدالة والتنمية) مخاطبتها في شأن التنسيق في ما يتعلق بانتخاب رئيس مجلس النواب، كما أنها انتظرت إلى أن ينتهي اجتماع الأمانة العامة للعدالة والتنمية قبل يوم الانتخاب، إلا أن قيادة (الاستقلال) لم تتوصل بأي جواب”.
واعتبر متتبعون أن موقع حزب الاستقلال هو مؤشر على الطريقة “البرغماتية” التي يقوم بها حزب العدالة والتنمية بتسيير شئونه السياسية، بعيدا أن منطق “التحالف الاستراتيجي”، والذي أكده الحزبان في المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال، رغم عدم دخول الحزب للحكومة المغربية القادمة، حيث كان حميد شباط، امين عام حزب الاستقلال قد أكد تأييده لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، دون أن يكون لذلك علاقة بدخول الحزب للحكومة أم لا.