أكدت ناشطة سياسية مصرية أطلق عليها لقب “فتاة سيلفي السيسي” بعد التقاطها صورا مع الرئيس المصري عند عقد مؤتمر الشباب السنوي بمدينة شرم الشيخ يومي 25 و26 أكتوبر الماضي أنها كفرت بهذا النظام، معتبرة إياه عدوا للشباب المصري وليس داعما لهم.
الناشطة المصرية واسمها الحقيقي جميلة سعد قالت في تصريح صحفي لأحد المواقع العربية أنها تأكدت مؤخرا من أن السيسي ونظامه يقومون بمحاربة الشباب ويلعبون دور “العدو الحقيقي لهم”، فيما يقوم باستغلال صورتهم من أجل تجميع صورتها القبيحة على حد وصفها.
وأضافت جميلة أن أغلب ما حدث في مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ، كان مفبركا وتم الاعداد له مقدما، سواء تعلق الأمر بطرح الأسئلة أو الإجابة عليها، بل حتى صورة السيلفي التي تم التقاطها مع السيسي كانت بترتيب مسبق، ولم تكن أبدا صورة تلقائية أو عفوية عكس ما تم تداولة في وسائل الإعلام المصرية.
وأفادت الناشطة المصرية أنه تم اختيار مجموعة صغيرة من الشباب من أجل التقاط هذه الصورة، مضيفة أن الشباب انتظر ربع ساعة كاملة في البرد القارس، حتى جاء السيسي وسط حراسة مشددة من أجل التقاط الصورة لينصرف بعد ذلك مباشرة مع حرسه الخاص الذي كان معه طيلة الوقت.
واعتبرت تقارير صحفية أن تصريحات “جميلة” هي مطابقة لما كان قد قاله الصحفي الامريكي بيتر هيسلر، في تقرير نشره على صحيفة ” النيويوركر”، عن الصحفية المصرية فتحية الدخاخني، التي كانت موفدة الجريدة إلى رئاسة الجمهورية، والتي كانت قد تحدثت عن كواليس الوفد الصحفي المرافق للسيسي خلال الزيارات الخارجية وعملية طرح الأسئلة عليه أثناء تسجيل اللقاء مع الإعلاميين المرافقين له.
وقالت الصحفية المصرية :” الصحفيين لا تتاح لهم فرصة إلقاء أسئلة حقيقية، لأن الأسئلة تكون مُعدَّة مسبقًا.. إننا هنا من أجل تزيين الصورة فقط، ولا شيء آخر”.
أما فتاة السلفي فقالت عن الأسباب التي جعلتها تغضب على السيسي ونظامه :” كنت كأي فتاة مصرية مهمومة بوطني وجيلي من الشباب وبمشاكل مصرنا الكثيرة، والتي تتطلب من الجميع بذل الغالي والنفيس، وقد تطلعت إلى أن أكون إيجابية وأشارك بالعمل العام لمحاولة البناء وتحقيق ما نصبو إليه، وكانت هناك نقاط رمادية كثيرة جدا بالنسبة لى، وكان لابد أن أكون داخل الحدث للكشف عن تلك النقاط الغامضة”، مضيفة :” انخرطت بالعمل الحزبي، وكنت عضوة بلجنة التدريب والتثقيف السياسي بحزب المصريين الأحرار، وعن طريق مشاركتي في وزارة الشباب والرياضة من خلال منتدى الحوار الوطني وورش عمل به استمرت شهور كنت ضمن ألف وستمائة شاب وفتاة على مستوى محافظة الإسكندرية مرشحون للمشاركة بمؤتمر شرم الشيخ”.
وعن الاختيار الذي تم قالت جميلة :” في النهاية تم تصعيد مائة فقط للمشاركة في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضمن الاختيار ظلم كبير لمعظم جيلي من الشباب، وبعد اتصالي بالمكتب الرئاسي وتصريحي بحضوري للمؤتمر ذهبت إلى هناك، وعلى أرض الواقع اكتشفت أن هذا المؤتمر كان هدفه الشو الإعلامي والدعاية للنظام ومحاولة استقطاب القاعدة العريضة من الشباب لتوجيه فكرهم والسيطرة على عقولهم، وجعل فكرهم موازي لفكر نظام مفسد وفاسد ومضلل مثل هذا النظام”.
وأفادت الناشطة المصرية بأسف :” اكتشفت وأنا هناك أنه لا توجد مطلقا نوايا للإصلاح أو التغير المستهدف، بل كان هدفهم الأول والأخير هو العمل على تثبيت واقع مرير ومؤلم يتجسد في احتلال واحتكار فئة محددة لمقدرات وثروات الشعب وخيرات بلاده”، مستطردة :” منذ فترة قريبة وأنا في مواجهة ضميرية بيني وبين نفسي ومع الواقع المرير الذي تحياه بلادنا، وتعاظم ذلك بالمهزلة التي تحدث الآن بالتفريط في جزء من تراب الوطن (جزيرتي تيران وصنافير)، فقد تربيت وآمنت بأن الأرض عرض، فما بالنا ونحن بصدد نظام يفرط في الأرض ويسجن من الشباب من يدافع عن العرض ؟” على حد قولها.