أشعل حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال نار التصريحات الدبلوماسية بعد تصريح له قال فيه أن “موريتانيا” هي أرض مغربية، وهو ما أنتج العديد من ردود الفعل الغاضبة في نواكشوط، ما أعاد التوتر السياسي في العالقات بين الرباط ونواكشوط، زيادة على التوتر القديم في العلاقات الثنائية بين الطرفين.
شباط، الذي يعتبر زعيما سياسيا لأحد أكبر الأحزاب الوطنية المغربية قال إن الأراضي الموريتانية هي مغربية في الأصل، وتابعة للمغرب، وأن هنالك مؤامرة بين عدد من الأطراف من أجل عزل المغرب عن بعده الإفريقي على حد قوله.
وبعد هذا الخروج الإعلامي، رد عدد من السياسيين والإعلاميين بموريتانيا عبد بعض المحطات التلفزية والإذاعية، وذلك لاستنكار هذه التصريحات، ومعتبرين أن هذا النوع من الخرجات الإعلامية يصب الزيت في الماء على العلاقات الثنائية بين البلدين.
واعتبر الخليل ولد الطيب، النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية الموريتانية أو البرلمان الموريتاني إن صح القول إن هذه التصريحات الأخيرة مستفزة لمشاعر الموريتانيين، وتدل على جهل صاحبها بالتاريخ والرغبة في تصدير إخفاقاته الحزبية في الداخل لخارج البلاد.
وأضاف ولد الطيب، في تصريحات صحفية :” صاحب هذه التصريحات مصاب على ما يبدو بالخرف، وليس على دراية بالتاريخ، إنه يسعى لتصدير أزمات حزبه الداخلية إلى الخارج”.
في نفس السياق، قام حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، الحاكم في موريتانيا بإصدار بيان شديد اللهجة قال فيها إن تصريحات السياسي المغربي “صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الإستراتيجية لا مثيل له؛ تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه، ولذلك لفظها الشعب المغربي في كل استحقاق رغم قوة السلطة ونفوذ المال السياسي”، حسب ما ذكر البيان، مستطردا :” كلام شباط عن تبعية موريتانيا للمغرب محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية، ولسنا في وارد الحديث مطلقا حول استقلال موريتانيا وسيادتها على أرضها فهو أمر يعلو عن كل حديث، إلا أن المطّلع على أبجديات التاريخ يدرك أننا كنا الكل وهم الجزء، وأننا بناة مراكش والمنتصرون في الزلاقة”.
من جهتها وصفت وزارة الخارجية المغربية تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال بالخطيرة جدا، حيث أصدرت بيان قالت فيه أنها تابعت بقلق موضوع الحدود والوحدة الترابية للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وقال البيان :” وزارة الشؤون الخارجية والتعاون ترفض بشدة هذه التصريحات التي تضر بالعلاقات مع بلد جار وشقيق، وتنم عن جهل عميق بتوجهات الدبلوماسية المغربية التي سطرها الملك محمد السادس، والقائمة على حسن الجوار والتضامن والتعاون مع موريتانيا الشقيقة”، مضيفا :” المغرب يعبر بشكل رسمي عن احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية المعروفة، والمتعارف عليها من قبل القانون الدولي، ولوحدتها الترابية”.
وقال البيان في شبه اعتذار:” المغرب واثق من أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ورئيسها وحكومتها وشعبها، لن يولوا أي أهميّة لهذا النوع من التصريحات التي لا تمس سوى بمصداقية الشخص الذي صدرت عنه”.