وجه قياديان بحركة “نداء تونس” العلمانية الحاكمة للبلاد الآن عبر رئيسها الباجي قايد السبسي، هجوما كبيرا على حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة، حيث قال أحد القياديين أن هذه الحركة تقوم بإرسال عدد من الأشخاص من أجل تدريب “الفلسطينيين”، فيما قال شخص ثاني استقال من الحركة أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني بل تمثل جماعة الاخوان المسلمين وتستبيح دماء الفلسطينيين لفائدة إسرائيل على حد قوله.
القيادي بالحركة عبد العزيز المزوغي، قال خلال حضوره مساء يوم الخميس الماضي برنامجا سياسيا لنقاش تداعيات عمليات اغتيال المهندس التونسي محمد الزاوي، والذي يشتبه في تورط المخابرات الاسرائيلية “الموساد” في ذلك، إن حماس هي المسئولة عن اختياراتها طالما هي أرادت البقاء في فلسطين ومقاومة إسرائيل بشكل مسلح، مضيفا :” حماس ترسل الناس إلى تونس، وتحديدا إلى مدينتي العالية ورأس الجبل بمحافظة بنزرت، الواقعة بشمال البلاد، لتدريب الإرهابيين على الإرهاب.
وقال ذات المتحدث إنه قام هو نفسه بالتنقل بين منطقتي العالية ورأس الجبل، ووجد تداعيات لهذه الأخبار التي تناقلها الناس على نطاق واسع، حيث قال تأكيدا لكلامه :” أين هم الـ60 أو الـ70 طالبا فلسطينيا الذين قالوا من قبل إنّهم أتوا إلى تونس للدراسة.. هاتوا الحقيقة”، مضيفا :” هذا حديث مهم جدا، وقد قيل أكثر من مرة لكن الناس لا تريد أن تسمعه، لقد قاله أكثر من 20 شخصا”، قبل أن يقاطعه المنشط التلفزي ويسأله عن من قال هذا الكلام بالضبط.
واتهم العماري من قبل حركة حماس بالقيام بإنشاء أنفاق شبيهة بأنفاق غزة، بمنطقة جبل الشعانبي، في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة تونسية خبرا عن هذا الأمر في شهر مارس من سنة 2014 نقلته عن مصادر استخباراتية على حد قولها قالت فيه :” عناصر من حماس نجحت في الوصول إلى الشعانبي، حيث تمركزت ثمّ تولت حفر أنفاق داخله منذ أواخر سنة 2010 تنفيذا لتعليمات دول أجنبية في إطار مخطط تقوده”.
في نفس السياق، قال الطاهر بن حسين، وهو قيادي تونسي مستقيل من حركة نداء تونس، إن حركة حماس لا تمثل أبدا الشعب الفلسطيني، بل هي ممثلة للإخوان المسلمين، مؤكدا أن حماس هي التي تقوم بعرقلة القضية الفلسطينية اليوم”.
وقال القيادي التونسي متهكما على عمليات حماس بالأراضي المحتلة:” ما هي المقاومة؟ هل هي إلقاء فوشيكة (مفرقعات للعب) كل ثلاثة أشهر على إسرائيل، ثمّ تأتي الأخيرة وتقتل ألف وألفين من الشعب؟ هذه ليست مقاومة وإنما هي استباحة لدم الفلسطينيين” على حد تعبيره، رافضا في نفس الوقت أن يكون مهندس الطيران محمد الزواري الذي اغتيل يوم الخميس الماضي شهيدا بإسم تونس، ولكنه شهيد بإسم حركة حماس الفلسطينية، مضيفا :” المرحوم الزواري لم يقدّم شيئا لوطنه؛ لذلك لا يمكن أن نقول الله يرحمه هذا شهيد تونس.. شهيد الحرية والوطن، كان من الممكن أن يسخر الزواري طاقاته وإمكانياته لوطنه الذي ربّاه ووفّر له العيش ودرّسه”، مشيرا إلى أنّ “هذا لم يصدر منه وهو ما يفسر موقفي بخصوص عدم وصفه بالشهيد”.