قررت المملكة المغربية اعطاء الضوء الأخضر للسلطات المختصة في فتح تحقيق للنيابة العامة، وذلك من أجل تحديد هويات الأشخاص الذين يقومون بالإشادة بعملية الاغتيال التي تعرض إليها السفير الروسي أندريه كارلوف بأنقرة منذ أيام، على يد حارس خاص تركي، وذلك من خلال المنشورات التي يقوم بتشركها المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم الفيسبوك، معتبرة أن هذه الشماتة أو الإشادة بما حدث هي “تصرفات متطرفة، تتناقض بشكل أساسي مع التعاليم الاسلامية السمحة” على حد تعبيرها.
وقال بيان مشترك بين وزارة الداخلية المغربية ووزارة العدل والحريات أن عددا من الأشخاص والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا براحة عن سعادتهم وتمجيدهم لإغتيال السفير الروسي بمدينة أنقرة عاصمة تركيا، معتبرا “أي البلاغ” أن ما يتم تداوله هو إشادة بالأفعال الإرهابية، والتي تعد جريمة يعاقب القانون المغربي عليها بشدة، حسب الفصل 218/2 من القانون الجنائي المغربي.
وأكد البيان بالنص عبر القول :” نؤكد أنه تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين وترتيب الجزاأت القانونية في حقهم”، مضيفا على لسان وزارتي الداخلية والعدل والحريات كما سبقت الإشارة :” هذه التصرفات المتطرفة وغير المقبولة تتناقض والتعاليم الإسلامية السمحة المبنية على نبذ الغلو والتشدد، وتتعارض وثوابت المجتمع المغربي المؤسسة على الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش”.
هذا وكان اغتيال السفير الروسي من طرف شاب يعمل في سلك الشرطة التركية قد خلف ردود فعل “منتشية” من طرف العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، والذين اعتبروا أن ما قام به الشاب التركي هو عمل بطولي قام به للإنتقام من روسيا، أحد أكبر الداعمين لنظام بشار الأسد والمشاركين في إبادة الشعب السوري في مدينة حلب والتي عاشت في الفترة الأخيرة كارثة إنسانية حقيقي، حيث كانت إحدى الناشطات قد علقت قائلة :” قاتل السفير الروسي هو بطل حقيقي، كنت أتمنى أن يقوم بإفراغ جميع ما في مسدسه في رأسه حتى يشفي غليلنا، لو كنا نتوفر على 10 أشخاص يشبهونه، لأصبح الغرب يضرب للمسلمين ألف حساب، لكن للأسف الشديد نعيش في زمان الثرثارين”.
في الوقت الذي قال شخص آخر :” تبا لمفواضاتكم تبا لقممكم لا تفاوض معهم ولا حوار إلا الرصاص. أثلجت قلبنا يا بطل والله انو حذاءك يسوى اردوغان وحاشيته”.
وعلى العكس من ذلك ندد عدد من النشطاء بهذه العملية الإغتيالية التي تمت على الهواء مباشرة معتبرة أن الأمر لا يجوز شرعا لأن السفير هو بمثابة رسول، والإسلام حرم قتل الرسل، وأن الخاسر الأول والأخير من هذا النوع من العمليات، لن يكون سوى الشعب السوري، حيث قال أحد الناشطين في تعليق له على الموضوع :” الثمن سيدفعه من نادى القاتل باسمه، برعاية عربية أممية وبدعم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمستفيد الأكبر هو بشار الأسد ومن والاه”، في حين أضاف آخر :” قتل السفراء مقبح في الجاهلية وليس من هدي الإسلام”، مستدلا في ذلك بحديث نبوي شريف.