رغم تأكيد السيسي في خروج اعلامي مؤخرا برفقة شيخ الأزهر أنه يحب هذا الأخير كثيرا ويحترمه، اعتبر مراقبون للشأن المصري أن الخلافات بين النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي ومؤسسة الأزهر، أشهر مؤسسة دينية في العالم الاسلامي السني برئاسة أحمد الطيب بدأت بالفعل تتكاثر وتخرج للعلن بشكل واضح دون أن يتمكن أي من الطرفين إخفاء ذلك.
وأضاف ذات المتتبعون أن الخلافات بين المؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية رغم التفاهم الإديولوجي بينهما وموقفها المعادي للحركات الاسلامية بدأت بعد بيان كان الطيب قد أصدره ساعات بعد فض اعتصام رابعة العدوية والذي كان الجيش المصري قد ارتكب جرائم كبيرة فيه، وصفتها هيومن رايتس وووتش بأكبر مذبحة في التاريخ الحديث، حيث انتقد الطيب قيام الجيش بإجهاض محاولات حل الأزمة بشكل سلمي، قام بعدها بالإعتكاف بمسقط رأسه بالأقصر، حيث كان قد أعلن لمقربين منه أنه ينوي تقديم استقالته بشجك مباشر، لكن عدد من أقاربه قاموا بنصحه بعدم القيام بذلك، حتى لا يمكن الرئيس المصري السيسي من وضع أحد الذين يدينون له بالولاء والطاعة على رأس أهم مؤسسة دينية في مصر، من قبيل علي جمعة مفتي مصر السابق، أو وزير الأوقاف الحالي صاحب الخلفية العسكرية مختار جمعة.
كما أجج رفض شيخ الأزهر إصدار فتوى بتكفير تنظيم الدولة وجبهة النصر غضبا كبيرا لدى المؤسسة العسكرية التي تحكم مصر بيد من حديد منذ 60 سنة، بالإضافة إلى الاختلاف العميق بين كل من الطيب ووزير الأوقاف الحالي مختار جمعة المقرب جدا من السيسي وصوته الديني في مصر، وذلك بعد أن كان الأزهر قد عارض بشدة مشروع خطبة الجمعة المكتوبة الذي تم اقتراحه من طرف السيسي، حيث أصدر بيان لهيئة كبار علماء الأزهر هذه الخطوة قبل أن تتراجع عنها الوزارة.
وكان السيسي قد قال قبل أسبوعين من الآن أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي قد أشار نوعا ما إلى هذا الخلاف عندما قال :”فضيلة الإمام كل ما أشوفه أقوله إنت بتعذبني، يقولي إنت بتحبني ولا حكايتك إيه؟”، وتابع: “أنا بحب فضيلتك وبقدرك وبحترمك بجد، وتبقى مصيبة لو كنتوا فاكرين غير كده”، إلا أن السيسي وبعد أسبوع واحد فقط، أصدر قرارا من أجل إنشاء لجنة تعكف على وضع خطبة موحدة للجمعة، لكنه استثنى منها كل من شيخ الأزهر وأعضاء هيئة كبار العلماء.
هذا وكان سيف رجب، عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر وهو العضو في هيئة كبار العلماء في وقت سابق قد قال في تصريحات صحفية تعليقا على هذا الأمر :” شيخ الأزهر هو رجل دين على رأس أكبر مؤسسة إسلامية في العالم، ويتصرف كما تملي عليه مسؤوليته تجاه العالم الاسلامي أجمع، وهو يتحدث بحكمة دائما، ولا يقحم نفسه أو الأزهر في مشكلات أو تأييد سياسات الحكومة”، مضيفا :” لخلافات بين شيخ الأزهر والنظام سببها الحماسة الزائدة لدى بعض المسؤولين في الدولة، كوزير الأوقاف، والذين دائما ما يأخذون مواقف مؤيدة للنظام، وكثيرا ما يتصرفون بتهور في الشؤون الدينية”.