قال أليكس فيشمان، محرر الشئون العسكرية والأمنية لدى صحيفة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية، إن المقاومة الاسلامية حماس تقوم باستثمارات كثيرة على مستوى الفكر والوسائل في “السلاح المفاجئ” وذلك للهز من معنويات الجيش الإسرائيلي والحد من تصميمه ومعنوياته المرتفعة في القتال.
فيشمان وفي مقال افتتاحي له قال أن أحد المجالات المهمة حاليا هو “المجال الروبوتي” سواء تعلق تعلق الأمر بالبر أو بالبحر، ومشيرا أن تصفية المهندس التونسي محمد الزواري قبيل ييمين فقط، هو كاف من أجل التشويش أو على الأقل عرقة تسلح حماس على هذا المستوى.
وأضاف ذات المتحدث :” بعد بضع ساعات من التصفية كان بوسع سلطات الأمن التونسية أن تبلغ عن وضع اليد على سيارات هربت المنفذين وعلى الأسلحة وأجهزة الهواتف الخلوية التي عثر عليها في داخلها”، مستطردا :” من صفى الرجل أراد أن يعرف الجميع من أنهى حياته في مدينة مولده، بينما تخترق جسده ثماني رصاصات. فضلا عن ذلك فان مخططي التصفية أرادوا على ما يبدو أن تكشف حماس نفسها عن نشاط الزواري في صفوفها وأن تتهم الموساد بالتصفية. ونشر هذه التفاصيل هو عنصر ردع في الحرب اليومية ضد الإرهاب، والتي تدور رحاها ليس فقط على طول الحدود بل وأيضا على مسافة آلاف الكيلومترات من هنا”.
وقال الخبير الاسرائيلي إنه ليست جميع عمليات التصفية تأتي هكذا، فهنالك أنواع أخرى، حيث أفاد :” توجد أيضا تصفيات هادئة؛ يكفي أن نذكر محاولة تصفية خالد مشعل في الأردن، أو تصفية محمود المبحوح في دبي، واللذين كان يفترض بهما أن يموتا “موتا طبيعيا” دون علائم عنف. وحظيت هذه الحالات بالنشر لأن المنفذين فشلوا في الحفاظ على السرية”، مضيفا :” أما تصفية الزواري فتذكر أكثر بتصفية العلماء الإيرانيين الذين أطلقت النار عليهم في الشوارع. وهذه التصفيات هي الأخرى سرعان ما وصلت إلى العناوين الرئيسية، وفي حينه أيضا وجه اصبع الاتهام نحو الموساد”.
وتحدث فيشمان عن ردود الفعل في تونس حيث أشار:” حسب الصحف التونسية، كانت عدة محاولات لتحذير الرجل وردعه من مواصلة نشاطه في منظمات الإرهاب. وكانت التصفية أغلب الظن الوسيلة الأخيرة لمنعه. اذا كان ثمة ما هو حقيقي في الادعاء بأن إسرائيل تقف خلف التصفية، فيمكن التقدير بأن من أقر العملية – أي القيادة السياسية العليا – قدرت بأن التصفية ستوقف تسلح منظمات الإرهاب بقدرات هي بمثابة خط أحمر بالنسبة لإسرائيل”.
وأكد ذات المتحدث أن بلاده تعمل بشكل كثيف في سوريا، من أجل إحباط الارساليات القتالية إلى حزب الله اللبناني، وكذلك قامت بنفس العملية في وقت سابق في السودان، من أجل منع إيصال السلاح إلى المقاومة الاسلامية حماس.
هذا وبرر الخبير الاسرائيلي عملية الاغتيال بالقول :” اذا كان الزواري بالفعل هدفا لإسرائيل، فينبغي الافتراض بأن الضرر الكامن في عمله برر المخاطرة الكامنة في التورط مع تونس، الدولة التي تسعى إسرائيل أن تطور علاقات معها”.